16

Tafsir Isharat

الاشارات والتنبيهات

Investigator

سليمان دنيا

Publisher

دار المعارف - مصر

Edition Number

الثالثة

لأن المقصود من المنطق بالقصد الأول ليس هو أن تعلم ضروب الانتقالات بل المقصود هو الإصابة في الفكر كما تقدم

والعلم بالضروب إنما صار مقصودا بقصد ثان لأن الإصابة مفتقرة إلى ذلك

والفاضل الشارح أفاد أنه إنما قال للمنطق علم يتعلم منه ضروب الانتقالات

وللطب علم يتعرف منه أحوال بدن الإنسان لأن الجزئيات التي يستعمل المنطق فيها كليات في أنفسها هي العلوم

والجزئيات التي يستعمل الطب فيها أبدان جزئية لنوع الإنسان

وقد يخص العلم بالكليات والمعرفة بالجزئيات

10 -

أقول العلم بماهيات تلك الأمور معقولات أولى وبأحوالها معقولات ثانية وهي كونها ذاتية وعرضية ومحمولة وموضوعة ومتناسبة وغير متناسبة وما يجري مجراها

فالعلم بذلك مقصود ثالث يقصد لأن ضروب الانتقالات تعرف بذلك

11 -

أقول

فالأول هو الضروب المنتجة من القياسات البرهانية والحدود التامة

والثاني ما عداها مما يشتمل على فساد صوري أو مادي من الأقيسة والتعريفات المستعملة في سائر الصناعات ومما لا يستعمل أصلا لظهور فساده

والعجب أن الفاضل الشارح عد الجدل والخطابة في المستقيمة والاستقراء والتمثيل في غيرها

والعمدة في الخطابة التمثيل وفي الجدل الاستقراء على ما يتبين فيهما

Page 128