267

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

[5.68]

{ قل يأهل الكتاب لستم على شيء } من الدين يعتنى به ويسمى شيئا ام تعريض بالامة او خطاب على سبيل العموم ولاهل الكتاب والمقصود خطاب الامة باقامتهم ما انزل اليهم فى الولاية { حتى تقيموا التوراة والإنجيل } باقامة اوامرهما ونواهيهما { ومآ أنزل إليكم من ربكم } من القرآن باقامة حدوده ومن جملة حدوده الامر بالولاية وهى العمدة، او ما انزل اليكم من ربكم فى الولاية كما فى أخبارنا على وجه التعريض، ويمكن ان يقال : وما أنزل اليكم من ربكم على السنة انبيائكم واوصيائهم من اخذ الميثاق وانتظار الفرج بمحمد (ص) { وليزيدن كثيرا منهم مآ أنزل إليك من ربك } فى على او مطلقا لكن يكون المقصود ما انزل فى الولاية بنحو التعريض { طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين } فانهم لانحرافهم عن باب الولاية لم يبق فيهم ما يتأسف به عليهم ولا يضرونك ولا عليا (ع) ايضا بانحرافهم حتى تتأسف على ذلك.

[5.69]

{ إن الذين آمنوا } بمحمد (ص) بقبول الدعوة الظاهرة وبالبيعة العامة النبوية { والذين هادوا والصابئون } عطف على محل اسم ان على ضعف او على محل ان واسمها { والنصارى من آمن } بقبول الدعوة الباطنة والبيعة مع على (ع) بالبيعة الخاصة الولوية ودخول الايمان فى قلوبهم، فان به فتح باب القلب، وبفتحه رفع الخوف والحزن والايقان باليوم الآخر، وبه يعمل العمل الصالح { بالله واليوم الآخر وعمل صالحا } الاعمال المرتبطة بالايمان الداخل فى القلب الذى هو اصل كل صالح، وغيره بتوسطه يصير صالحا { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } لان الخوف والحزن من صفات النفس وهؤلاء قد خرجوا من دار النفس ودخلوا فى حدود دار القلب فتبدل خوفهم خشية وحزنهم قبضا، ولا ينافى هذا ما ورد كثيرا من نسبة الخوف والحزن الى المؤمن الخاص فى الآيات والاخبار، لان اطلاق الخوف والحزن على ما للمؤمن الخاص انما هو باعتبار معناهما العام وقد عد الفرح من جنود العقل والحزن من جنود الجهل، وما ورد من ان المؤمن خوفه ورجاءه متساويان ككفتى الميزان فانما يراد بالخوف معناه الاعم، وورد ان المراد نفى الخوف والحزن فى الآخرة.

[5.70]

{ لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل } يعنى كما أخذنا ميثاقكم بولاية على (ع) فاحذروا ان تكونوا مثلهم فتكذبوا فريقا وتقتلوا فريقا كما فعلوا بعلى (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) { وأرسلنآ إليهم رسلا كلما جآءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون } الاتيان بالاستقبال لاستحضار الحال الماضية تفضيحا لهم باحضار اشنع أحوالهم وللمحافظة على رؤس الآى.

[5.71]

{ وحسبوا } من تماديهم فى الغفلة والاعراض { ألا تكون فتنة } عذاب وابتلاء من الله بسبب هذا التكذيب والقتل واستصغارا للذنب العظيم { فعموا } عن الاعتبار بمن مضى { وصموا } عن استماع حكاياتهم وعن استماع الحق { ثم تاب الله عليهم } بتوبتهم وقبول نصح الانبياء واوصيائهم { ثم عموا وصموا } كرة اخرى { كثير منهم } بدل بعض من الكل { والله بصير بما يعملون } وقد وقع هذا فى امة محمد (ص) والمقصود بالآية التعريض بهم، فى الكافى عن الصادق (ع) فى بيان وجه التعريض وحسبوا ان لا تكون فتنة قال حيث كان النبى (ص) بين اظهرهم فعموا وصموا حيث قبض رسول الله (ص) ثم تاب الله عليهم حيث قام امير المؤمنين (ع) ثم عموا وصموا الى الساعة، ويمكن بيان التعريض بوجه آخر وهو ان يقال: حسبوا ان لا تكون فتنة حيث تعاهدوا فى مكة فعموا وصموا عن دلائل صدق محمد (ص) ثم تاب الله عليهم حيث بايعوا عليا (ع) بالخلافة ثم عموا وصموا حيث نقضوا بيعته.

[5.72]

{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } حيث قالوا بآلهة عيسى (ع) وحصروها فيه اما بالاتحاد كما هو زعم بعض او بالحلول كما هو زعم بعض، او بالفناء من نفسه والبقاء بالله وظهور الله فيه كما هو زعم آخرين، وبطلان الاتحاد والحلول لمن ذاق من رحيق التوحيد لا يحتاج الى مؤنة فانهما مسلتزمان للاثنينية والثانى للحق تعالى وهو محال وقد قيل:

Unknown page