Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genres
وبعضهم يقولون: لا بد ان يجعل السالك صورة الشيخ نصب عينيه ويسمون هذا الجعل والتصوير حضورا ويستشهدون بمثل ما ورد من قوله (ع): وقت تكبيرة الاحرام تذكر رسول الله (ص) واجعل واحدا من الائمة نصب عينيك؛ ولكنه بعيد عن الطريق المستقيم فان الحضور هو الاتصال بروحانية الشيخ وظهور مثاله لديك لا تصوير صورة مثل صورته وجعلها نصب العين فانها مردودة اليك ونوع كفر وشرك وبعد ما يقال انه كفر يقولون هو كفر فوق الكفر والايمان كما قال المولوى قدس سره:
جون خليل آمد خيال يار من
ظاهرش بت معنى او بت شكن
لكن نقول: تصوير صورة الشيخ بالاختيار وتقييد الخيال به من قبيل عبادة الاسم دون المسمى وتشبه بعبدة الاصنام وجحيم عاجلة ينبغى للعاقل العبور عنها كما قال المولوى قدس سره:
جملة دانسته كه اين هستى فخ است
ذكرو فكر اختيارى دوزخ است
لكن لا بد للسالك من العبور عليها. واحسنوا بذى القربى بعد الله والوالدين فان اولى الاحقاء بالاحسان ذوو القربى سواء كانوا جسمانيين ام روحانيين فى العالم الكبير او الصغير { واليتامى والمساكين } قد مضى تفسيرهما وتعميمهما { والجار ذي القربى } النسبية وتأخيره بلحاظ الجوار لا القرابة او المكانية { والجار الجنب } البعيد النسبى او المكانى وحق الجوار كما فى الاخبار الى اربعين دارا من الجوانب الاربعة او من كل جانب { والصاحب بالجنب } كالرفيق فى تعلم او حرفة او سفر { وابن السبيل وما ملكت أيمانكم } العبيد والاماء والاهل والخادم والخادمة وكل من كان تحت ايديكم فى الكبير او الصغير فلا تتأنفوا عن تعهد حالهم والتوجه والاحسان اليهم ان كنتم تريدون محبة الله { إن الله لا يحب من كان مختالا } استيناف فى موضع التعليل والمختال من يتأنف عن التوجه الى الغير حتى الوالدين الروحانيين ولا ينقاد لاحد حتى الوالدين الروحانيين ومن تأنف عن الانقياد للوالدين الروحانيين تأنف عن كل من سواه، ومن انقاد وتواضع للوالدين الروحانيين تواضع لمن سواهما فالمختال الحقيقى من لم يتواضع لوالديه الروحانيين { فخورا } اذا التفت الى غيره عظم نفسه وحقر غيره حتى والديه الروحانيين، ومن افتخر على والديه الروحانيين افتخر على كل من سواه الا اذا رأى حظ نفسه ممن سواه فانه حينئذ يتملق له وان كان يظن انه يتواضع، ولما كانت الولاية اصل الخيرات والقرابات، والتواضع لها اصل التواضعات، والاختيال والفخر عليها اصل الاختيالات والفخرات ومادتها، وعلى (ع) اصل الولايات وعدوه اصل الشرور والاختيالات صح ان يقال: ان المنظور اولا من الآية اختيال العدو وفخره على على (ع) ثم اختيال غيره بالنسبة الى الولاية والى غيرها، ولما كان المتكبر المعجب بنفسه لا يعد غيره الا اسباب انتفاعه كأنه لم يخلق غيره الا لاجل انتفاعه ولو بهلاكته وكان لا ينفق مما فى يده على غيره لانه خلاف حسبانه ويمنع غيره الذى يراه فى مرتبة من الانفاق على غيره حتى انه يمنع نفسه وغيره من انفاق القوى والمدارك والانانيات فى طريق امامه وولاية ولى امره ويكتم من الغير نعمه التى لا يرى فى اظهارها صيتا ومدحا وجلب حظ لنفسه ولو انفق او اظهر لم يكن ذلك الا بملاحظة حظ لنفسه فسر المختال الفخور بالوصف البيانى فقال تعالى: { الذين يبخلون }.
[4.37]
{ الذين يبخلون } صفة او بدل من، من كان مختالا او عطف بيان لواحد منهما او خبر مبتدء محذوف او مبتدء خبر محذوف، او مفعول فعل محذوف.
تحقيق معنى البخل والتقتير والتبذير
Unknown page