182

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

{ وما كان قولهم } مع ثباتهم فى دينهم وكمال جهدهم لرضا ربهم { إلا أن قالوا } قالا او حالا { ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } يعنى انهم مع تصلبهم فى دينهم وبذل وسعهم فى سبيل ربهم خافوا من ذنوبهم واستغفروا ربهم والتجأوا اليه واستضروه على أعدائهم وأعداء ربهم بخلافكم حيث اغتررتم ونسيتم ذنوبكم واردتم الالتجاء الى اعدائكم كابى سفيان وعبد الله بن أبى.

[3.148]

{ فآتاهم الله } بسبب ثباتهم على القتال والتجائهم الى الله واستغفارهم منه واستنصارهم له { ثواب الدنيا } من الظفر والغنيمة و الهيبة والرعب فى قلوب الاعداء وحسن الصيت والراحة من القتال بسبب علو كلمتهم وتسليم عدوهم لهم وفوق الكل الالتذاذ بقرب الله ومناجاته { وحسن ثواب الآخرة } من المراتب العالية من الجنات العالية مثل جنة عدن وجنة الرضوان ونعيمها مما وصف ومما لم يوصف ولم يخطر على قلب بشر وانما أتى بالحسن فى ثواب الآخرة للاشعار بان ثواب الآخرة ذو مراتب كثيرة بعضها حسن وبعضها أحسن وآتاهم الله احسنها لان الحسن المضاف الى امر ذى مراتب كلها حسن يراد به حسن الاحسن منها كأن الاحسن حسن بالنسبة وغير الاحسن غير حسن بالنسبة الى الاحسن، او المراد ثواب الآخرة مطلقا والثواب مطلقا حسن لكنه اضاف الحسن الى ثواب الآخرة دون ثواب الدنيا للاعتناء بثواب الآخرة دون ثواب الدنيا كأنه ليس له حسن { والله يحب المحسنين } اى يحبهم ووضع الظاهر موضع المضمر ايماء الى انهم محسنون واشعارا بعلة المحبة.

[3.149]

{ يا أيها الذين آمنوا } بالبيعة العامة وقبول الدعوة الظاهرة ناداهم بعد ما عرض بهم تلطفا بهم وجذبا لقلوبهم حتى يتعظوا بوعظه ويقبلوا نصحه { إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم } قد مضى وجه التعبير بالرد على الاعقاب وانه تمثيل للرد على الدين مع بقاء الفطرة بالرد عن الطريق مع توجه الوجه الى المقصد الاول { فتنقلبوا خاسرين } نسب الى مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة امير المؤمنين (ع) انه قال: نزلت فى المنافقين اذ قالوا للمؤمنين يوم احد عند الهزيمة ارجعوا الى اخوانكم وارجعوا الى دينكم.

[3.150]

{ بل الله مولاكم } يعنى ليس هؤلاء المنافقون الذين يردونكم عن دينكم مولاكم بل الله مولاكم { وهو خير الناصرين } فلا تستنصروا بمثل عبد الله بن ابى ولا بمثل ابى سفيان.

[3.151]

{ سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب } بعد ما تلطف بهم وقواهم بكونه مولاهم وناصرهم وعدهم الرعب فى قلوب اعدائهم استتماما للنصرة واستكمالا للتقوية وقد انجز وعده بعد هزيمة المسلمين فى احد بنصرتهم على اعدائهم والقاء الخوف فى قلوبهم بحيث انهزموا وما وقفوا الى مكة من خوف تعاقب المسلمين { بمآ أشركوا بالله } باشراكهم فى الطاعة وفى الوجود { ما لم ينزل به سلطانا } الباء فى به ظرفية او سببية او للالصاق والمعنى بما اشركوا بالله شريكا لم ينزل بسببه من حيث شركته برهانا وحجة دالة على جواز الاشراك به فى الطاعة وعلى جواز التوجه والنظر اليه.

تحقيق الاشراك بالله باذنه وبرهانه

Unknown page