[البقرة: 40] كما يفيد التعظيم والاهتمام به.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه نعبدك ولا نعبد غيرك.
قال القرطبي: إن قيل: لم قدم المفعول { إياك } على الفعل { نعبد }؟ قيل له: اهتماما، وشأن العرب تقديم الأهم، يذكر أن أعرابيا سب آخر فأعرض المسبوب عنه، فقال له الساب: إياك عني، فقال له الآخر: وعنك أعرض، فقدما الأهم، وأيضا لئلا يتقدم ذكر العبد والعبادة على المعبود، فلا يجوز نعبدك، ونستعينك، ولا نعبد إياك ونستعين إياك، وإنما يتبع لفظ القرآن، قال العجاج:
إياك أدعو فتقبل ملقي
واغفر خطاياي وكثر ورقي
وكرر الاسم لئلا يتوهم إياك نعبد ونستعين غيرك.
اللطيفة العاشرة: نسب النعمة إلى الله عز وجل { أنعمت عليهم } ولم ينسب الإضلال والغضب فلم يقل: (غضبت عليهم) وأضللتهم، وذلك جار على طريق تعليم الأدب مع الله عز وجل، حيث لا ينسب الشر إليه (أدبا) وإن كان منه (تقديرا) كما قال بعضهم: الخير كله بيديك، والشر ليس إليك.
فهو كقوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين
[الشعراء: 78-80] فلم يقل: (وإذا أمرضني) أدبا. وكقوله تعالى على لسان مؤمني الجن:
Unknown page