165

Tafsir al-Uthaymin: Ghafir

تفسير العثيمين: غافر

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٧ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الآية (١٧) * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [غافر: ١٧]. * * * ثُمَّ قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ ﴿الْيَوْمَ﴾: ظَرْف مُتعلِّق بـ ﴿تُجْزَى﴾، والظَّرْف والجارُّ والمجرور لابُدَّ لهما من مُتعلَّق؛ لأنهما لا يَقَعان إلَّا مَعمُولَين أو مَعمولًا فيهما؛ لذلك لابُدَّ لهما من عامِل يَتَعلَّقان به. قال: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ ﴿تُجْزَى﴾ أي: تُكافَأ؛ لأنَّ الجَزاء بمَعنَى المُكافَأة، جازَيْته على عمَله؛ أي: كافَأْته عليه، فمَعنى ﴿تُجْزَى﴾ أي: تُكافَأ، ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ من خَيْر وشَرٍّ، ولكِنَّ هذا الجزاءَ في الآخِرة يَختَلِف عن جزاءات الدنيا التي يُجازَى بها الناس بعضُهم من بعض. وقوله: ﴿لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ ﴿لَا ظُلْمَ﴾ (لا) نافِية للجِنْس، و﴿ظُلْمَ﴾ اسمُها، قال أهل النَّحْو: والنَّفيُ للجِنْس يَنفِي هذا الجِنْسَ مُطلَقًا. أي: قليلَهُ وكثيرَهُ، واحِدَهُ ومُتعَدِّدَهُ، ولهم (لا) أُخرى يُسمُّونها نافِيةَ الوحدة، ونافِية الوحدة لا تَعمَل عمَل (إنَّ)، بل تَعمَل عمَل (ليسَ)، تَقول: لا رجُلٌ في الدار؛ أي: ليس في الدار رجُل واحِد، بل ثلاثة رِجال مثَلًا، أمَّا إذا أَرَدْت الجِنْس فقُلْ: لا رجُلَ في الدار؛ أي: لا واحِد ولا مُتعَدِّد.

1 / 169