209

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفًا فهو يهوي في النار حتى انتهى إلى قعرها" (^١) سبعين سنة، هو حجر كبير له صوت عظيم يهوي في النار، لأنها بعيدة القعر جدًا، ولهذا صارت مدلهمة -والعياذ بالله- سوداء.
وقيل: إن لفظ جهنم ليس عربيًا وأن أصله في الفارسية كهنام، ولكنه عرب فصار جهنم. وعلى هذا فلا يرد علينا أنه من الجهمة، وهو السواد والبعد، فيقال: جهنم اسم للنار علم غير مشتق، وأيًّا كان فهو اسم من أسماء النار نعوذ بالله منها.
﴿يَصْلَوْنَهَا﴾ حال، لأن جهنم معرفة، والمعرفة تكون الجملة بعدها حالًا. ﴿يَصْلَوْنَهَا﴾ قال المؤلف: [أي: يدخلونها]، لكن هذا لا يكفي، بل يصلونها، يعذبون بصلاها، وهو شدة الحرارة ﴿فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦)﴾: الفراش، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾ [النبأ: ٦] وفي آية أخرى ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ [البقرة: ٢٢] ﴿فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦)﴾ أي: هي، لأنه -والعياذ بالله- افتراشها شديد، ولحافها شديد، قال تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ﴾ [الزمر: ١٦] نعوذ بالله.
﴿هَذَا﴾ قال المؤلف ﵀: [أي: العذاب المفهوم مما بعده ﴿فَلْيَذُوقُوهُ﴾]، اللام في قوله: ﴿فَلْيَذُوقُوهُ﴾ للأمر، والدليل على أنها لام الأمر وليست لام التعليل، أنها سكنت بعد الفاء، ولام

(^١) أخرجه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها (٢٨٤٤).

1 / 214