195

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

الأبصار أي: البصائر في دين الله، لأنهم رسل، وأبصر النَّاس في عبادة الله هم الرسل.
﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا﴾ قال المؤلف: [وفي قراءة ﴿عَبْدَنَا﴾، وإبراهيم بيان له، وما بعده عطف على عبدنا]، أي: أنَّها تقرأ بالجمع وبالإفراد، والقراءة هنا سبعية؛ لأنَّ القاعدة أن المؤلف إذا قال: [وفي قراءة] فهي سبعية، وإذا قال: [قرئ] فهي شاذة.
ثم قال: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ﴾ أي: نقيناهم وصفيناهم، لأنَّ إخلاص الشيء أن تزيل شوائبه حتَّى يبقى خالصًا، ومنه إخلاص الدين لله وهو أن تزيل عنه شوائب الشرك.
وقوله: ﴿بِخَالِصَةٍ﴾ بينها المؤلف بقوله: [هي ذكرى الدار] أفاد المؤلف أن ﴿ذِكْرَى﴾ هي خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي ذكرى، ويجوز أن تكون (ذكرى) بدلًا من (خالصة) أو عطف بيان لها. والمراد بالدار هنا الآخرة، أي: ذكرى الدار الآخرة. ذكرها والعمل لها. وفي قراءة بالإضافة، أي: ﴿بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦)﴾ وهي للبيان، أي الإضافة هنا بيانية على تقدير مِنْ، لأنَّ الإضافة البيانية تكون على تقدير مِنْ، كما تقول: خاتم فضة، أي: من فضة، أو تقول: ثوب خز، أي: من خز. باب خشب، أي: من خشب، وهكذا قال: ﴿ذِكْرَى الدَّارِ﴾ أي: الدار الآخرة، أي: تذكرها والعمل لها.
﴿وَإِنَّهُمْ﴾ الضمير يعود على الثلاثة: إبراهيم وإسحاق ويعقوب ﴿عِنْدَنَا﴾ عند الله. والعندية هنا عندية المرتبة لا عندية المكان، لأنَّ مرتبتهم عند الله أنهم من هؤلاء ﴿الْمُصْطَفَيْنَ﴾.

1 / 200