158

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

أما سليمان فيقول حسب القصة الكاذبة: إنَّه هَوِي امرأةً وعشقها، وكانت تعبدُ الأصنام في داره من غير علمه إذن صارت الدار دار كفر وشرك، وهذا نقطع بأنّه كذب، لأنَّه لو كان كذلك لبيَّنه الله ﷿ كما بّينه في قصَّة امرأتي نوح ولوط.
وقال: [وكان مُلكه في خاتمه، فنزعه عند إرادة الخلاء، ووضعه عند امرأته المسمّاة بالأمينة على عادته، فجاءها جنيٌّ في صورة سليمان، فأخذه منها]. ومما يدل على كذب هذه القصة قولهم: (فإذا أراد دخول الخلاء، نزعه) لماذا ينزعه؟ واسم سليمان ليس فيه لفظ الجلالة حتَّى يقول قائل: إنَّه تحرّز من الدخول بشيء فيه ذكر الله، وأيضًا يضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته. وهذا أيضًا يدلُّ على كذب القصة.
ثانيًا: كيف يكون المُلك في الخاتم فقط؟
ثالثًا: إذا كان مُلكه في خاتمه فهل يمكن أن يفرِّط فيه هذا التفريط، يلقيه عند امرأة. وقد يقول قائل: إنَّها أمينة. ولكن نقول: ما هو الدليل على هذا؟ [فجاءها جنيّ في صورة سليمان، فأخذه منها] فلما أخذ الخاتم، صار سليمان بلا مُلك، لأن المُلك يتبع هذا الخاتم.
قال تعالى: ﴿وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (٣٤)﴾، قال المؤلف: [هو ذلك الجني، وهو صخر أو غيره، جلس علي كرسي سليمان، وعكفت عليه الطير وغيرها، فخرج سليمان في غير هيئته، فرآه على كرسيه، وقال للنَّاس: أنا سليمان، فأنكروه]. لما جاء وجد هذا الجني المسمى بصخر أو غيره على الكرسي، فجعل يقول للنَّاس: أنا

1 / 163