194

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Publisher

دار الثريا للنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

نجري كلام الله تعالى، ورسوله ﷺ على ظاهره وأن لا نحرف فيه. ونقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه، ولكن كيف هذا المجيء؟ هذا هو الذي لا علم لنا به لا ندري كيف يجيء؟ والسؤال عن مثل هذا بدعة كما قال الإمام مالك ﵀ حين سُئل عن قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [طه: ٥] . فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - لشدة هذا السؤال على قلبه، لأنه سؤال عظيم سؤال متنطع، سؤال متعنت أو مبتدع يريد السوء، ثم رفع رأسه وقال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)، الشاهد الكلمة الأخيرة - السؤال عنه بدعة - واعتبر هذا في جميع صفات الله فلو سألنا سائل قال: إن الله يقول: ﴿لما خلقت بيدي﴾ [ص ٧٥] . يعني آدم، كيف خلقه بيده؟ نقول: هذا السؤال بدعة، قال: أنا أريد العلم لا أحب أن يخفى علي شيء من صفات ربي فأريد أن أعلم كيف خلقه؟ نقول: نحن نسألك أسئلة سهلة هل أنت أحرص على العلم من الصحابة ﵃؟ إما أن يقول نعم، وإما أن يقول لا، والمتوقع أن يقول لا.
هل الذي وجهت إليه السؤال أعلم بكيفية صفات الله ﷿ أم الرسول ﵊؟ سيقول: الرسول، إذًا الصحابة أحرص منك على العلم والمسؤول الذي يوجه إليه السؤال أعلم من الذي تسأله ومع ذلك ما سألوا؛ لأنهم يلتزمون الأدب مع الله ﷿، ويقولون بقلوبهم وربما بألسنتهم إن الله أجل وأعظم من أن تحيط أفهامنا وعقولنا بكيفيات صفاته، والله ﷿ يقول في كتابه في الأمور المعقولة ﴿ولا يحيطون به علمًا﴾ [طه: ١١٠] . وفي الأمور المحسوسة: ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار﴾ [الأنعام: ١٠٣] . فنقول: يا أخي إلزم

1 / 200