Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
Publisher
دار الثريا للنشر والتوزيع
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Publisher Location
الرياض
Genres
وصفاته، ولا نقسم بشيء من المخلوقات لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت» (^١) ولقوله ﵊: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» (^٢)، قوله تعالى: ﴿واليوم الموعود﴾ اليوم الموعود هو يوم القيامة، وعد الله تعالى به وبينه في كتابه، ونصب عليه الأدلة العقلية التي تدل على أنه واقع حتمًا، كما قال تعالى: ﴿كما بدأنا أول خلق نعيده وعدًا علينا إنَّا كنا فاعلين﴾ [الأنبياء: ١٠٤].
﴿وشاهد ومشهود﴾ ذكر علماء التفسير في الشاهد والمشهود عدة أقوال يجمعها أن الله أقسم بكل شاهد وبكل مشهود، والشهود كثيرون منهم محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شهيدًا علينا، كما قال الله تعالى: (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) (النساء: من الآية ٤١) ومنهم هذه الأمة شهداء على الناس، (وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (البقرة: من الآية ١٤٣) وأعضاء الإنسان يوم القيامة تشهد عليه بما عمل من خير وشر كما قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ومنهم الملائكة يشهدون يوم القيامة، فكل من شهد بحق فهو داخل في قوله ﴿وشاهد﴾ وأما ﴿المشهود﴾ فهو يوم القيامة وما يعرض فيه من الأهوال العظيمة كما قال تعالى: ﴿ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود﴾ [هود: ١٠٣]. فأقسم الله بكل شاهد وبكل مشهود. ﴿قتل أصحاب الأخدود﴾ هذه الجملة جواب القسم ﴿قتل﴾ يعني أهلك، وقيل: القتل هنا بمعنى اللعن، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، و﴿أصحاب الأخدود﴾ هم قوم كفار أحرقوا المؤمنين بالنار، وقد وردت قصص متعددة في هؤلاء القوم منها شيء في الشام، ومنها شيء في اليمن، والمقصود أن هؤلاء الكفار حاولوا بالمؤمنين أن يرتدوا عن دينهم، ولكنهم عجزوا فحفروا أخدودًا حُفرًا
(^١) أخرجه البخاري كتاب الشهادات، باب كيف يستحلف (٢٦٧٩)، ومسلم كتاب الإيمان باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى (١٦٤٦) (٤). (^٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٣٤، والترمزي، أبواب النذور والإيمان باب ما جاء في أن من حلف بغير الله فقد أشرك (١٥٣٥) وقال: حديث حسن صحيح.
1 / 125