Tafsīr al-ʿUthaymīn: Fāṭir
تفسير العثيمين: فاطر
Publisher
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
أقاموا كُلَّ صلاةٍ، والصَّلاةُ مَعْروفَةٌ، وهي في اللُّغَة: الدُّعَاءُ، وفي الشَّرْع: التَّعَبُّد لله ﷾ بأَقْوَالٍ وأَفْعَالٍ مَعْلُومَةٍ، مُفْتَتَحَةٌ بالتَّكْبيرِ مُخْتتَمَةٌ بالتَّسْليمِ.
قال: ﴿وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ﴾ هذه الجُمْلَة شَرْطِيَّةٌ، وفِعْلُ الشَّرْط فيها ﴿تَزَكَّى﴾ وجوابُه: ﴿فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ﴾.
قال المُفَسِّر ﵀: ﴿وَمَنْ تَزَكَّى﴾ تطَهَّرَ من الشِّرْك وغيره] لأنَّ الزَّكاةَ تُفيدُ مَعْنى الطُّهْر، والمُرَادُ بالتَّزَكِّي هنا هو ما دَلَّ عليه قَوْله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ [الأعلى: ١٤] وَقَوْله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩]؛ أي: من زَكَّى نَفْسَه؛ أي: طَهَّرَها من الشِّرْك.
وَقَوْل المُفَسِّر ﵀: [وغيره] كإِرادَةِ السُّوء مثلًا، والمعاصي، وإِرادَة الإِسَاءَةِ إلى الخَلْق، وغير هذا مِمَّا يَجِبُ على الإِنْسَانِ أن يُطَهِّرَ نَفْسَه منه، فهي إِذَن عامَّةٌ، وهل يَدْخُل في ذلك أداءُ الزكاة؟
الجوابُ: نعم، يَدْخُل في ذلك؛ لأنَّ أدَاءَ الزَّكاةِ يُطَهِّرُ من البُخْلِ؛ ومِنَ الواجِبِ، فهي داخِلَةٌ في قَوْله تعالى: ﴿وَمَنْ تَزَكَّى﴾.
قَوْله ﷿: ﴿فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ﴾ المُرَاد بهذا الحَثُّ على التَّزكِّي؛ لأنَّك إذا تَزَكَّيْتَ فإنَّما تَنْفَعُ نَفْسَك، ومن لم يَتَزَكَّ فَضَرَرُه على نفسه، فأنت إذا تَزَكَّيْتَ فالذي يَنْتَفِع بِتَزَكِّيكَ أنت نَفْسُك؛ والله ﷿ لا يَنْتَفِعُ بطاعَتِكَ، أمَّا غَيْرُ الله فقد يَنْتَفِعُ بطاعَتِكَ لا لأنَّ حَسَناتِكَ له ولكن قد يَنْتَفِعُ بطاعَتِكَ: بالقُدْوَة بك، وبما يَحْصُل من عِلْم، أو غَيْرِ ذلك مِمَّا هو داخِلٌ في التَّزْكِيَة.
وَقَوْله تعالى: ﴿فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ﴾ أي: فَعَلَيْه أن يَحرِص على التَّزَكِّي.
1 / 150