368

Tafsīr al-ʿUthaymīn: al-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الفاضِل. ارتَفَع الاحتِمال الأوَّلُ، وهو أن يَكون الفاضِل صِفَةً، وتَعيَّن الاحتِمالُ الثاني وهي: أن تَكون خبَرًا.
فاستَفَدْنا إذَنْ من هذا التَّركيبِ: (زَيْدٌ هو الفاضِل) فوائِدَ منها:
أوَّلًا: تَوْكيد الفَضْل في زَيْد.
ثانِيًا: حَصْر الفَضْل في زَيْد.
ثالِثًا: التَّمييز بين الصِّفة والخبَر.
فالآنَ ليس عندنا احتِمال أن تَكون صِفة، هذا من حيثُ المَعنَى في ضمير الفَصْل.
فقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ فيها فائِدتان:
الفائِدةُ الأُولى: التَّوْكيد.
الفائِدة الثانِية: الحَصْر.
أمَّا التَّمييز بين المُبتَدَأ والخبَر فهنا لا حاجةَ له؛ لأن الضميرَ يَقولون: إنه لا يُنعَت ولا يُنعَت به؛ وعليه: فتكون الفائِدة في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ الحَصْرَ والتَّوْكيد.
أمَّا من حيثُ الإِعْراب فالصحيح: أنه حَرْفٌ لا محَلَّ له من الإعراب، حرفٌ جاء في صورة الاسم، وليس له مَحَلٌّ من الإعراب.
والدليل على أنه لا مَحلَّ له من الإعراب: كثير في القُرآن وغير القُرآن، قال الله تعالى: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ [الشعراء: ٤٠]؛ لأنه إذا كان له مَحلٌّ من

1 / 372