183

Tafsīr al-ʿUthaymīn: al-Shuʿarāʾ

تفسير العثيمين: الشعراء

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

فوائدُ الآيةِ الكريمةِ:
الْفَائِدَةُ الْأُولَى: أنَّ التَكذيبَ بالحقِّ من شخصٍ تكذيبٌ به من جميعِ الأشخاصِ، لقولِهِ تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، معَ أَنَّهم ما كَذَّبُوا إلَّا واحدًا، لكن في الحَقِيقَةِ هم كَذَّبُوا الحقَّ، سواء جاءَ به نوحٌ أو غيرُه، ولهذا صاروا مُكَذِّبِينَ لِجَمِيعِ الرُّسُلِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فيها دَليلٌ على أنَّ نوحًا أُرسلَ إلى جميعِ النَّاسِ في وقتِه؛ لِقَوْلِهِ: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، وجه الدلالة أنَّهم قد كَذَّبوا عامَّة المُرْسَلِينَ، ونوح هو أوَّل الرُّسُلِ، وليس من رسولٍ قبله.
وقد تَقَدَّمَ أنَّ هذا لا يُنافي عُمومَ رسالةِ الرَّسُول ﵊؛ لأن في ذلك الوقت لم يَكُنْ في الأرضِ إلَّا قومه: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ [الصافات: ٧٧]، وهذا أمرٌ ليس قصدًا، وإنَّما هو وَقَعَ اتِّفَاقًا، ومَعْنى وقعَ اتِّفاقًا أنَّ اللهَ تَعالَى لَمَّا أرسله لم يكنْ في الأَرْضِ سِوَى قومِه. أمَّا الرَّسُول ﷺ فإن الأقوام كثيرونَ: بنو إسرائيلَ، والعرب، والأجناس الأخرى، ومع ذلك فإِنَّه مبعوثٌ إليهم جميعًا.

1 / 188