150

Tafsīr al-ʿUthaymīn: al-Shuʿarāʾ

تفسير العثيمين: الشعراء

Publisher

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الآيتان (٧٣، ٧٤)
* * *
* قالَ اللهُ ﷿: ﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء: ٧٣ - ٧٤].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ﴾ إن عبدتموهم ﴿أَوْ يَضُرُّونَ﴾ كُمْ إن لم تعبدوهم]، أي: أو يضرونكم إن لم تعبدوهم؟ والجَواب: لا.
هم أقروا: ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ يعني أنَّها لا تَسْمَعُ ولا تَنْفَع ولا تضرُّ، وإنَّما فعلنا ذلك تَقليدًا فقطْ مَحْضًا لآبائنا.
وقوله: ﴿أَوْ يَضُرُّونَ﴾ قدَّرَ المُفسِّرُ المفعولَ بقولِهِ: (يَضُرُّونكم) وحينَئذٍ نسألُ: ما الحكمةُ فِي حذفِ المفعولِ؟
الحكمة هِيَ بالنِّسبةِ لآخر الآيةِ لفظيَّة، وهي مراعاةُ الفواصلِ، وبالنِّسبةِ للعُمومِ معنويَّة؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي يَعْبُدُ الشيْءَ لا يريدُ أن يضرَّه، بل يريد أن يَنْفَعَهُ، ولهذا قَالَ: ﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ﴾، أما أَنَّهُ يريد أن يضرَّه فلا، نعم يريدُ أن يضرَّ غيرَه، فقد يعبد هَذَا الشيْءَ لِيَدْعُوَهُ أن يضرَّ عدوَّه، فالحذف هنا للعُمومِ، يصير إما: أو يضرونكم إنْ لم تَعْبُدُوهُمْ، أو: أو يضرون عدوَّكم إذا عَبَدْتُمُوهُم.
وجَوابُ هَؤُلَاءِ: ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ معناه أَنَّهُم أَنْكَروا أنْ

1 / 155