Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
9

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

وإذا كانت ثلاثُ آيات من كتاب الله صريحة في التأبيد فلا ينبغي أن يكون هناك خلاف، كما قيل: (وليس كل خلاف جاء معتبرًا إلَاّ خلافًا له حظٌّ من النَّظرِ) وما ذكر من الخلاف في أبدية النار لا حظَّ له، كيف يقول الخالق العليم: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) ثم يقال: لا أبدية؟ هذا غريب، من أغرب ما يكون، فانتبهوا للقاعدة في مذهب أهل السنّة والجماعة: أن الجنَّة والنار مخلوقتان الآن لأن الله ذكر في الجنة (أعدت) وفي النار (أعدت). وثانيًا: أنهما مؤبدتان لا تفنَيان لا هما ولا من فيهما كما سمعتم. * * * (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَاّ كَذِبًا) (الكهف: ٥) قوله تعالى: (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) كالإيضاح لما أبهم في الآية السابقة، فيه إنذار لمثل النصارى الذين قالوا: إن المسيح ابن الله، ولليهود الذين قالوا: العُزير ابن الله، وللمشركين الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله. والعزير ليس بنبي ولكنه رجل صالح. (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) أي بالولد أو بالقول، (مَا لَهُمْ بِهِ) أي بهذا القول، أو (مَا لَهُمْ بِهِ) أي بالولد (مِنْ عِلْمٍ) فإذا انتفى العلم ما بقي إلَاّ الجهل. (ٍ وَلا لِآبَائِهِمْ) الذين قالوا مثل قولهم، ليس لهم في ذلك علم، ليسَ هناك ألاّ أوهام ظنوها حقائق وهي ليست علومًا.

1 / 13