Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
81

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

(لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَاّ أَحْصَاهَا) يعني أثبتها عددًا، كأنهم يتضجرون من هذا، ولكن هذا لا ينفعهم. (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا) أي وجدوا ثواب ما عملوا. (حَاضِرًا) لم يغب منه شيء وعبَّر الله تعالى بالعمل عن الثواب لأنه مثلُه بلا زيادة. ثم قال الله تعالى: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) وذلك لكمال ﷾ عدله فلا يزيد على مسيء سيئة واحدة، ولا يَنقص من محسن حسنة واحدة، قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا) (طه: ١١٢). وهذه الآية (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) من الصفات المنفية عن الله، وأكثر الوارد في الصفات الصفات المثبتة كالحياة والعلم والقدرة. وأما ذكر الصفات المنفية فقليل بالنسبة للصفات المثبتة، ولا يتم الإيمان بالصفات المنفية إلَاّ بأمرين: الأول نفي الصفة المنفية. والثاني إثبات كمال ضدها. فالنفي الذي لم يتضمن كمالًا لا يمكن أن يكون في صفات الله. بل لا بد في كل نفي نفاه الله عن نفسه أن يكون متضمنًا لإثبات كمال الضد، والنفي إن لم يتضمن كمالًا فقد يكون لعدم قابليته، أي قابلية الموصوف له، وإذا لم يتضمن كمالًا فقد يكون لعجز الموصوف، وإذا كان نفيًا محضًا فهو عدمٌ لا كمال فيه، والله تعالى له الصفات الكاملة كما قال تعالى: (ولله المثل الأعلى) (النحل: ٦٠) أي الوصف الأكمل. قلنا إذا لم يتضمن النفي كمالًا فقد يكون لعدم قابليته،

1 / 85