259

Tafsīr al-ʿUthaymīn: Āl ʿImrān

تفسير العثيمين: آل عمران

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٣٥ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

١٠ - فضيلة السجود والركوع؛ لقوله: ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾، مع أنه من القنوت لكن لفضيلتهما نصَّ عليهما.
١١ - جواز ترك الترتيب للمصلحة أو لمراعاة شيء آخر؛ لقوله: ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي﴾، ولا يقول قائل: لعل الصلاة في عهدهم يقدّم فيها السجود، وفي هذه الشريعة يقدم فيها الركوع، نقول: الأصل خلاف ذلك، لكن نصَّ على السجود وبدأ به؛ لأنه أبلغ في القنوت من الركوع كما ذكرناه في أثناء التفسير.
١٢ - أن العُبَّاد من الرجال أكثر من العباد من النساء؛ لقوله ﴿وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾، ولم يقل: مع الراكعات إشارة إلى أن الكمال في الرجال، وكثرة العمل في الرجال أظهر منها في النساء، ولهذا كانت النساء أكثر أهل النار كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ (^١).
* * *
• ثم قال الله ﷿: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ [آل عمران: ٤٤].
﴿ذَلِكَ﴾ المشار إليه كل ما سبق من ذكر قصة زكريا وقصة مريم.
وقوله: ﴿مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ﴾ أي: من أخبار الغيب، أي: من أخبار الشيء الغائب الذي لا يعلم، وليس المراد من وقع في زمنه؛ لأن من وقع في زمنه يعلمونه لكن المراد لا يعلمه النبي ﷺ

(^١) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب كفران العشير، رقم (٥١١٧). ومسلم، كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، رقم (٢٧٣٧).

1 / 261