193

Tafsīr al-ʿUthaymīn: al-Anʿām

تفسير العثيمين: الأنعام

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

إلا قليلًا، ولما جاء ذكر موسى وهارون قدم هارون على موسى لتتناسب الآيات وإلا فإنه من المعلوم أن موسى أفضل من هارون.
* قال الله ﷿: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٧)﴾ [الأنعام: ٣٧].
قوله: ﴿وَقَالُوا﴾، أي: المعاندون المكذبون للرسول المتعنتون.
قوله: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾، وهم يريدون بذلك الآيات التي اقترحوها مثل قولهم: ﴿وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ﴾ [الإسراء: ٩٠ - ٩٣]، ومع ذلك يقولون ﴿وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾ [الإسراء: ٩٣]، وغير ذلك من الآيات التي اقترحوها، ولكن من حكمة الله ﷿ أنه سد باب الاقتراح على الله ﷿ فإنما الآيات من عند الله ﷾، فهو الذي يأتي بها، وليس باقتراح الخلق، والخلق إذا اقترحوا آية معينة، ثم أوتوا بها فلم يؤمنوا هلكوا، هذه سُنَّة الله ﷿، ولا يرد على هذا أن قريشًا قالوا للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: أرنا آية يا محمد، فأشار إلى القمر فانشق نصفين، قال أهل العلم: إنما لم يهلكوا؛

1 / 197