105

Tafsīr al-Qurʾān al-tharī al-jāmiʿ

تفسير القرآن الثري الجامع

Genres

سورة البقرة [٢: ٩٤]
﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾:
﴿قُلْ﴾: لهم، يا محمّد ﷺ.
﴿إِنْ﴾: شرطية؛ تفيد الشك.
﴿كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ﴾: أي: الجنة.
وقدَّم ﴿لَكُمُ﴾، لكم وحدكم؛ خاصة، اللام لام الاختصاص، والاستحقاق.
كما تزعمون؛ فقد قالوا: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾: [سورة البقرة، الآية ١١١].
﴿خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ﴾: أي: خاصة بهم، ولا يشاركهم فيها أحد. ﴿النَّاسِ﴾: ارجع إلى الآية (٢١) من نفس السورة لمعرفة معنى النّاس.
﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ﴾: أي: اطلبوا الموت، الذي يوصلكم إليها.
الفاء؛ في ﴿فَتَمَنَّوُا﴾: الفاء للتوكيد.
﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾: لأنّ تمني الموت، من شأنّ المقربين الأبرار، و﴿إِنْ﴾: شرطية، وتفيد الشك؛ أي: الشك بأنهم ﴿صَادِقِينَ﴾: في أنّ الجنة هي خالصة لهم، وأنّ ادعاءهم باطل وزيف، وقوله: ﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ﴾: فيها تعجيز لهم، وتحدي؛ لأنّ ليس من سماتهم تمني الموت، بل بالعكس حب الحياة.

1 / 101