112

Tafsīr al-Qurʾān al-karīm wa-iʿrābuh wa-bayānah – al-Durra

تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Genres

لأنها تمتّع به، انظر الآية رقم [٢٣٥] الآتية، وأنشد سليمان بن عبد الملك حين وقف على قبر ابنه أيوب إثر دفنه: [الطويل]
وقفت على قبر غريب بقفرة... متاع قليل من حبيب مفارق
هذا واختلف في الحين، فقال قوم: إلى الموت، هذا قول من يقول: المستقر: هو المقام في الدنيا. وقيل: إلى قيام السّاعة، وهذا قول من يقول: المستقر هو في القبور. وقال الربيع: (﴿إِلى حِينٍ﴾): إلى أجل، والحين: الوقت البعيد، وربما أدخلوا عليه التاء، قال أبو وجرة: [الكامل]
العاطفون تحين ما من عاطف... والمطعمون زمان أين المطعم؟
والحين: المدّة، ومنه قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ والحين: الساعة. قال تعالى في سورة (الزمر) رقم [٥٨]: ﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ،﴾ وقال ابن عرفة: الحين:
القطعة من الدّهر، كالساعة، فما فوقها، وقوله تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [٥٤]: ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتّى حِينٍ﴾ أي: حتى تفنى آجالهم. وقوله تعالى في سورة (إبراهيم) -على نبينا وعليه ألف صلاة وألف سلام-رقم [٢٥]: ﴿تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها؛﴾ أي: كل سنة، وقيل: بل كل ستة أشهر، وقيل: بل غدوة وعشيّا، وقال الأزهريّ: الحين: اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان كلها، طالت، أو قصرت، والمعنى: أنه ينتفع بها في كلّ وقت، ولا ينقطع نفعها البتة. قال:
والحين: يوم القيامة، والحين: الغدوة، والعشية، قال الله تعالى في سورة (الروم) رقم [١٧]:
﴿فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ ويقال: عاملته محاينة من الحين، وأحينت بالمكان.
إذا أقمت فيه حينا، وحان حين كذا؛ أي: قرب، قالت بثينة: [الطويل]
وإنّ سلويّ عن جميل لساعة... من الدّهر ما حانت ولا حان حينها
وقال ابن العربي، والفراء: الحين حينان: مجهول، ومعلوم، فالحين المجهول لا يتعلق به حكم، والحين المعلوم هو الذي تتعلق به الأحكام، ويرتبط به التكليف، وأكثر المعلوم سنة.
انتهى قرطبي بتصرف. هذا وجمع الحين: أحيان، وجمع الجمع: أحايين، والحين بفتح الحاء:
الهلاك، والموت.
وأخيرا أفاد قوله تعالى: ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ وقوع العداوة بين آدم وذريته، وبين إبليس والحية، أما عداوة إبليس فقد ذكرها الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية؛ ولم يذكر عداوة الحية لذريّة آدم، والثابت: أنها لعنت كما لعن إبليس، وردّت قوائمها في جوفها، وجعلت العداوة بينها وبين آدم وذريته إلى يوم القيامة، وقد بيّن الرسول ﷺ عداوتها في أحاديثه الشريفة الصحيحة؛ لذا أمر بقتلها. وخذ ما يلي: فعن أبي هريرة-﵁: أن النبي ﷺ قال:
«ما سالمناهنّ منذ حاربناهنّ-يعني: الحيّات-ومن ترك قتل شيء منهن خيفة؛ فليس منا»، رواه

1 / 115