109

Tafsīr al-Qurʾān al-ʿAẓīm – Juzʾ ʿAmma

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

Publisher

دار القاسم للنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ الواو للقسم، أقسم الله ﷾ بالليل إذا يغشى يعني حين يغشى الأرض ويغطيها بظلامه.
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ أي: إذا ظهر وبان وانكشف، فاستضاء الخلق بنوره.
﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ ما هنا هي الموصولة، أي: والذي خلق الذكر والأنثى، وهذا منه تعالى إقسام بخلقه لجنسي الذكر والأنثى بني آدم وغيرهم.
﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ هذا جواب القسم، يعني: إن عملكم.
﴿لَشَتَّى﴾ أي: لمتفرق تفرقًا عظيمًا، فمنه عمل للجنة، ومنه عمل للنار فساع في فكاك نفسه، وساع في عطبها.
﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾.
﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى﴾ أي: أعطى ما أمر بإعطائه من مال، أو جاه، أو علم في وجوه الخير.
﴿وَاتَّقَى﴾ اتقى ما أمر باتقائه من المحرمات.
﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ صدق بالقولة الحسنى، وهي قول الله ﷿ وقول رسوله ﷺ بالخلف والعاقبة الحسنة من الله.
﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ السين: هنا للتحقيق، أي: أن من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسيسره الله ﷿ لليسرى في أموره كلها، في أمور دينه ودنياه، نزلت هذه الآيات في أبي بكر الصديق: اشترى ستة عبيد من المؤمنين كانوا في أيدي أهل مكة، يعذبونهم في الله فأعتقهم.
﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ بماله، فلم يعط ما أمر بإعطائه فترك الإنفاق الواجب والمستحب، ولم تسمح نفسه بأداء ما أوجب الله.

1 / 116