106

Tafsīr al-Qurʾān al-ʿAẓīm – Juzʾ ʿAmma

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

Publisher

دار القاسم للنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

﴿فَأَلْهَمَهَا﴾ أي: الله ﷿ ألهم هذه النفوس وعرفها وأفهمها.
﴿فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ أي: عرفها، وأفهمهما طريق الخير وطريق الشر، وعلمها الطاعة والمعصية، وما فيهما من الحسن والقبح، والفجور هو ما يقابل التقوى.
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ جواب القسم والتقدير: لقد أفلح أي: فاز بالمطلوب ونجا من المرهوب، من زكى نفسه وأعلاها بالتقوى.
﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ أي: خسر من أرداها في المهالك والمعاصي والكفر والفسوق.
والمعنى: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وخاب من دساها بالمعاصي، فالطاعة تزكي النفس وتطهرها، فترتفع والمعاصي تدسي النفس، وتقمعها فتنخفض وتصير كالذي يدس في التراب.
وبعد هذه الآيات الكريمة ساق الله ﷿ قصة ثمود الذين بعث إليهم نبيه صالحًا ﵇ فكذبوه وعصوا أمره وخالفوه وما جرى من وقوع العذاب عليهم فقال تعالى.
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾.
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ﴾ ثمود اسم قبيلة، ونبيهم صالح ﵊ وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس، هؤلاء كذبوا نبيهم صالحًا بسبب الطغيان، حملهم على التكذيب، والطغيان مجاوزة الحد في المعاصي.

1 / 113