Tafsīr al-Nasafī
تفسير النسفي
Editor
يوسف علي بديوي
Publisher
دار الكلم الطيب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1419 AH
Publisher Location
بيروت
Genres
Tafsīr
فهو حال مقدرة والآيتان في قوم علم الله أنهم لا يؤمنون ويموتون على الكفر
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧٠)
﴿يا أيها الناس قَدْ جَاءكُمُ الرسول بالحق مِن رَّبّكُمْ﴾ أي بالإسلام أو هو حال أي محقًا ﴿فآمنوا خيرا لكم﴾ وكذلك انتهوا خير لَّكُمْ انتصابه بمضمر وذلك أنه لما بعثهم على الإيمان وعلى الانتهاء عن التثليث علم أنه يحملهم على أمر فقال خيرًا لكم أي اقصدوا وأتوا أمرًا خيرًا لكم مما أنتم فيه من الكفر والتثليث وهو الإيمان به والتوحيد ﴿وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِى السماوات والأرض﴾ فلا يضره كفركم ﴿وَكَانَ الله عَلِيمًا﴾ بمن يؤمن وبمن يكفر ﴿حَكِيمًا﴾ لايسوى بينها فى الجزاء
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (١٧١)
﴿يا أهل الكتاب لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ﴾ لا تجاوزوا الحد فغلت اليهود في حط المسيح عن منزلته حتى قالوا إنه ابن الزنا وغلت النصارى فى رفعه عن مقدراه حيث جعلوه ابن الله ﴿وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى الله إِلاَّ الحق﴾ وهو تنزيهه عن الشريك والولد ﴿إِنَّمَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ﴾ لا ابن الله ﴿رَسُولُ الله﴾ خبر المبتدأ وهو المسيح وعيسى عطف بيان أو بدل ﴿وَكَلِمَتُهُ﴾ عطف على رسول الله وقيل له كلمة لأنه يهتدي به كما يهتدي بالكلام ﴿ألقاها إلى مَرْيَمَ﴾ حال وقد معه مرادة أي أوصلها إليها وحصلها فيها ﴿وَرُوحٌ﴾ معطوف على الخبر أيضًا وقيل له روح لأنه كان يحيي الموتى كما سمى القرآن روحا بقوله وكذلك أوحنيا اليك روحا من أمرنا لما أنه يحيي القلوب ﴿مِّنْهُ﴾ أي بتخليقه وتكوينه كقوله تعالى ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض جميعا﴾ منه وبه أجاب عليّ بن الحسين بن واقد غلامًا نصرانيًا كان للرشيد في مجلسه حيث زعم أن
1 / 418