Tafsīr al-Nasafī
تفسير النسفي
Editor
يوسف علي بديوي
Publisher
دار الكلم الطيب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1419 AH
Publisher Location
بيروت
Genres
Tafsīr
تأويل أي شيء يستقر لك في هذه الحال ﴿والله أَرْكَسَهُمْ﴾ ردهم إلى حكم الكفار ﴿بِمَا كَسَبُواْ﴾ من ارتدادهم ولحوقهم بالمشركين فردوهم أيضًا ولا تختلفوا في كفرهم ﴿أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ﴾ أن تجعلوا من جملة المهتدين ﴿مَنْ أَضَلَّ الله﴾ من جعله الله ضالًا أو أتريدون أن تسموهم مهتدين وقد أظهر الله ضلالهم فيكون تعييرًا لمن سماهم مهتدين والآية تدل على مذهبنا في إثبات الكسب للعبد والخلق للرب جلت قدرته ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ طريقًا إلى الهداية
وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٨٩)
﴿ودوا لو تكفرون كما كفروا﴾
النساء (٨٩ - ٩١)
الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية أي ودوا لو تكفرون كفرًا مثل كفرهم ﴿فَتَكُونُونَ﴾ عطف على تكفرون ﴿سَوَآء﴾ أي مستوين أنتم وهم في الكفر ﴿فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حتى يُهَاجِرُواْ فِى سَبِيلِ الله﴾ فلا توالوهم حتى يؤمنوا لأن الهجرة في سبيل الله بالإسلام (فَإِن تَوَلَّوْاْ) عن الإيمان ﴿فَخُذُوهُمْ واقتلوهم حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾ كما كان حكم سائر المشركين ﴿وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾ وإن بذلوا لكم الولاية والنصرة فلا تقبلوا منهم
إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (٩٠)
﴿إِلاَّ الذين يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ﴾ أي ينتهون إليهم ويتصلون بهم والاستثناء من قوله ﴿فَخُذُوهُمْ واقتلوهم﴾ دون الموالاة ﴿بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ميثاق﴾ القوم هم إلا سلميون كان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد وذلك أنه وادع قبل خروجه إلى مكة هلال بن عويمر الأسلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه وعلى أن من وصل إلى هلال والتجأ إليه فله من الجوار مثل الذي لهلال أي فاقتلوهم إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق ﴿أو جاؤوكم﴾ عطف على صفة قوم أي إلا الذين يصلون إلى قوم معاهدين أو قوم ممسكين عن القتال لا لكم ولا عليكم أو على صلة الذين أي إلا الذين يتصلون
1 / 382