251

Tafsir

تفسير النسفي

Investigator

يوسف علي بديوي

Publisher

دار الكلم الطيب

Edition Number

الأولى

Publication Year

1419 AH

Publisher Location

بيروت

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٩١) ﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مّلْءُ الأرض﴾ الفاء في فلن يقبل يؤذن بأن الكلام بنى آل عمران (٩١ - ٩٣) على الشرط والجزاء وأن سبب امتناع قبول الفدية هو الموت على الكفر وترك الفاء فيما تقدم يشعر بأن الكلام مبتدأ وخبر ولا دليل فيه على التسبيب ﴿ذَهَبًا﴾ تمييز ﴿وَلَوِ افتدى بِهِ﴾ أي فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء الأرض ذهبًا قال ﵇ يقال للكافر يوم القيامة لو كان لك ملء الأرض ذهبًا أكنت مفتديًا به فيقول نعم فيقال له لقد سئلت أيسر من ذلك قيل الواو لتأكيد النفي ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ مؤلم ﴿وَمَا لَهُم مّن ناصرين﴾ معينين دافعين للعذاب
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٩٢) ﴿لَن تَنَالُواْ البر﴾ لن تبلغوا حقيقة البر أو لن تكونوا أبرارًا أو لن تنالوا بر الله وهو ثوابه ﴿حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ حتى تكون نفقتكم من أموالكم التي تحبونها وتؤثرونها وعن الحسن كل من تصدق ابتغاء وجه الله بما يحبه ولو ثمرة فهو داخل في هذه الآية قال الواسطي الوصول البر بإنفاق بعض المحاب وإلى الرب بالتخلي عن الكونين وقال أبو بكر الوراق لن تنالوا بري بكم إلا ببركم بإخوانكم والحاصل أنه لا وصول إلى المطلوب إلا بإخراج المحبوب وعن عمر بن عبد العزيز إنه كان يشتري أعدال السكر ويتصدق بها فقيل له لم لا تتصدق بثمنها قال لأن السكر أحب إليّ فأردت أن أنفق مما أحب ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍ فَإِنَّ الله بِهِ عليم﴾ أى هو عليم بكل شيء تنفقونه فيجازيكم بحسبه ومن الأولى للتبعيض لقراءة عبد الله حتى تنفققوا بعض ما تحبون والثانية للتبيين أي من أي شيء كان الإنفاق طيب تحبونه أو خبيث تكرهونه

1 / 273