148

ويرشده، فهو أقرب الناس من علي (عليه السلام)، وأعرفهم به وبمنزلته ومقامه.

فالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أدرى إنسان بالقرآن وأهدافه، وأعرف إنسان بعلي (عليه السلام) وقابلياته، وإذا علمنا بأنه ما ينطق عن الهوى بنص القرآن الكريم.

فلو قال ما ورد في الحديث «علي مع القرآن، والقرآن مع علي» فعلى ما ذا يدل هذا الكلام؟

وما هي أبعاد هذا القول؟

نقول: إن الحديث يحتوي على جملتين:

1- إن عليا مع القرآن.

2- إن القرآن مع علي.

أما الجملة الأولى: فمعية علي للقرآن لا تخلو من أحد معان ثلاثة:

الأول: أن عليا متحمل للقرآن حق التحمل، وعارف به حق المعرفة.

وتضلع علي بالقرآن وعلومه مما سارت به الركبان، فقد حاز السبق في هذا الميدان، بمقتضى ظروفه الخاصة التي أشرنا إلى طرف منها قبيل هذا.

وقد تضافرت الآثار المعبرة عن ذلك، وأعلن هو (عليه السلام) عنه، كنعمة منحها الله إياه، تحديثا بها، وأداء لواجب شكرها، وقياما بواجب إرشاد الأمة إلى التمسك بحبل القرآن، ومنعها عن الانحراف والطغيان، فورد في الأخبار أنه نادى خطيبا على المنبر:

سلوني، فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، سلوني عن كتاب

Page 156