103
قوله : { ولو أنهم ءامنوا واتقوا لمثوبة من عند الله } يعني الثواب يوم القيامة { خير لو كانوا يعلمون } أي : لو كانوا علماء لآمنوا بعلمهم ذلك واتقوا؛ ولا يوصف الكفار بأنهم علماء .
قوله : { يا أيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا } . قال الحسن : راعنا : الهجر من القول ، نهاهم الله أن يقولوا كما قالت اليهود ، وهو قوله : { من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم } [ النساء : 46 ] . وقال بعضهم عن الحسن : وهو التحريف للوحي الذي يأتيهم من الله .
قال : { وقولوا انظرنا } أي انتظرنا نتفهم . { واسمعوا } ما يأمركم به رسول الله A . قال : { وللكافرين } الذين لا يقولون انظرنا ولا يسمعون قول رسول الله A { عذاب أليم } أي موجع .
وقال الكلبي : راعنا كلمة كانت العرب يتكلمون بها . يقول الرجل لصاحبه : ارعني سمعك . فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبي أعجبهم ذلك . وكان راعنا في كلام اليهود هو الشيء القبيح يسب به بعضهم بعضا . قالوا : كنا نسب محمدا سرا؛ فالآن فأعلنوا له السب . فكانوا يأتونه ويقولونه : يا محمد راعنا ويضحكون . فعرفها رجل من الأنصار كان يعرف لغتهم ، فقال : يا أعداء الله ، عليكم لعنة الله ، والذي نفسي بيده لو سمعت رجلا منكم بعد مجلسي هذا يعيدها لأضربن عنقه . فقالوا : أولستم تقولونها؟ فقال الله : { يا أيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا } . فقال المسلمون : الآن فمن سمعتموه من اليهود يقول لنبيكم : راعنا فأوجعوه ضربا . فانتهت عنها اليهود .
وقال بعضهم : انظرنا انظر إلينا واسمعوا ما يقول لكم .
Page 46