161

61

قال : { فمن حاجك فيه } أي في عيسى { من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } .

قال الكلبي : ثم عادوا إلى النبي عليه السلام فقالوا : هل سمعت بمثل صاحبك؟ قال : نعم . قالوا : من هو؟ قال : آدم ، خلقه الله من تراب { ثم قال له كن فيكون } . قالوا : إنه ليس كما تقول . فقال لهم رسول الله A : { تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل } ، أي نتلاعن ، { فنجعل لعنت الله على الكاذبين } . أي : منا ومنكم . قالوا : نعم ، نلاعنك . فخرج رسول الله A أخذا بيد علي وفاطمة والحسن والحسين؟ فهموا أن يلاعنوه؛ ثم نكثوا ، وعلموا أنهم لو فعلوا لوقعت اللعنة عليهم ، فصالحوه على الجزية .

وقال بعضهم : ذكر لنا أن نبي الله دعا وفد نجران من النصارى ، وهم الذين حاجوه ، فنكصوا وأبوا . فذكر لنا أن رسول الله A قال : « لقد كاد العذاب أن ينزل على أهل نجران . والذي نفسي بيده لو فعلوا لاستؤصلوا عن جديد الأرض » .

وذكر لنا أن سيدي أهل نجران وأسقفهم لقيا نبي الله فسألاه عن عيسى فقالا له : كل آدمي له أب ، فما شأن عيسى لا أب له؟ فأنزل الله : { إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين } . . . إلى آخر الآية . ذكروا أن رسول الله A قال : « لقد كاد العذاب يدلى على أهل نجران » .

قوله : { إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم } . قوله : { فإن تولوا } أي عما جاء به النبي عليه السلام { فإن الله عليم بالمفسدين } أي بالمشركين . والمفسدون في هذا الموضع هم المشركون .

Page 161