227

Tafsir

تفسير يحيى بن سلام

Investigator

الدكتورة هند شلبي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

فَخَارَ الْعِجْلُ. وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مِنْ أَثَرِ الْفَرَسِ، كَانَ أَخَذَهَا مِنْ أَثَرِ فَرَسِ جِبْرِيلَ، فَصَرَّهَا فِي عِمَامَتِهِ ثُمَّ قَطَعَ الْبَحْرَ فَكَانَتْ مَعَهُ. - وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ هَارُونَ أَتَى عَلَى السَّامِرِيِّ وَهُوَ يَصْنَعُ الْعِجْلَ فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَصْنَعُ مَا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ. فَقَالَ هَارُونُ: اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الَّذِي سَأَلَكَ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ. فَلَمَّا صَنَعَهُ قَالَ هَارُونُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ يَخُورَ، فَخَارَ الْعِجْلُ وَذَلِكَ بِدَعْوَةِ هَارُونَ. قَوْلُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي﴾ [طه: ٩٦] وَكَذَلِكَ زَيَّنَتْ لِي نَفْسِي. وَقَعَ فِي نَفْسِي إِذَا أَلْقُيْتَها فِي فِي الْعِجْلِ خَارَ. ﴿قَالَ﴾ [طه: ٩٢] لَهُ مُوسَى. ﴿فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ﴾ [طه: ٩٧] يَعْنِي حَيَاةَ الدُّنْيَا. ﴿أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ﴾ [طه: ٩٧] لا تَمَاسَّ النَّاسَ وَلا يَمَاسُّونَكَ، فَهَذِهِ عُقُوبَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَمَنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَالسَّامِرَةُ صِنْفٌ مِنَ الْيَهُودِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: بَقَايَا السَّامِرَةِ حَتَّى الآنَ بِأَرْضِ الشَّامِ يَقُولُونَ: لا مَسَاسَ. قَالَ: ﴿وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ [طه: ٩٧] يَعْنِي يَوْمَ الِقْيَامَةِ ﴿لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ [طه: ٩٧]، أَيْ: تُوَافِيهِ فَيُجْزِيكَ اللَّهُ فِيهِ بِأَسْوَأِ عَمَلِكَ. وَقَالَ قَتَادَةُ: ﴿لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ [طه: ٩٧] أَيْ: لَنْ تَغِيبَ عَنْهُ.

1 / 275