190

Tafsīr Ṣadr al-Mutaʾallihīn

تفسير صدر المتألهين

Genres

إعلم أن الحقيقي من الإيمان، هو الذي به يصير الإنسان إنسانا حقيقيا عقليا بعدما كان إنسانا حيوانيا، وبه يخرج من القوة الى الفعل في الوجود البقائي الأخروي، ويتخلص عن ألم الجحيم والتعذب بالنار، ويتجرد عن الرق والحدثان، وتبدل الجلود والذوبان، كما قال تعالى في صفة أهل النار:

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب

[النساء:56].

وهذه الحقيقة الإيمانية يعبر عنها بعبارات مختلفة تسمى بأسامي متعددة في لسان الشرع والعقل.

فتارة يعبر عنه بالنور:

ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

[النور:40] وقوله:

يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم

[الحديد:12].

وتارة بالحكمة:

Unknown page