145

" ذلك " اسم مبهم يشار به الى البعيد، فإن كان اشارة الى ما في اللوح المحفوظ أو الى القرآن باعتبار كونه في اللوح المحفوظ لقوله تعالى:

وإنه في أم الكتاب لدينا

[الزخرف:4] سواء كان الم اسما للقرآن أو السورة، أو مقسما به، كما اخترناه، فيكون إشارة الى البعيد ما هو الرسم.

وأما إذا جعل إشارة الى الم وأول بالمؤلف من هذه الحروف، أو فسر بالسورة، أو القرآن الموجود بين أظهرنا، ففي الإشارة الى القريب الحاضر بما يشار الى البعيد الغائب لا بد من وجه.

وقد ذكروا فيه وجوها:

أحدها: إنه وقعت الإشارة الى الم بعدما سبق التكلم به وتقضى والمقتضي في حكم المتباعد.

وثانيها: إنه لما وصل من المرسل الى المرسل إليه وقع في حد البعد عنه.

وثالثها: إن القرآن وإن كان حاضرا الى ظاهره وصورته، لكنه غائب نظرا إلى أسراره ومعانيه، لاشتماله على علوم عظيمة وحكم كثيرة يتعسر اطلاع القوة البشرية عليها، يل يتعذر في هذه النشأة فيجوز أن يشار إليه كما يشار الى البعيد الغائب.

ورابعها: إن الله تعالى وعد رسوله (صلى الله عليه وآله) عند مبعثه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء، وهو (صلى الله عليه وآله) أخبر أمته بذلك، ويؤيده قوله:

إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا

Unknown page