ونتيجة الشهوة الحرص والبخل، ونتيجة الغضب العجب والكبر، ونتيجة الهوى الكفر والبدعة، ويحصل من اجتماع هذه الستة في بني آدم خصلة سابعة، هي العدوان المستلزم للبعد عن رحمة الله، أي الاحتجاب عنه ، وهي نهاية الأخلاق الذميمة، كما ان الشيطان هو النهاية في الأشخاص المذمومين.
فإذا تقرر هذا نقول: الأسماء الثلاثة في التسمية دافعة للأخلاق الثلاثة الأصلية، والآيات السبع التي هي الفاتحة دافعة للأخلاق السبعة.
بيان ذلك: ان من عرف الله تباعد عنه شيطان الهوى:
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه
[الجاثية:23]. يا موسى، خالف هواك فإني ما خلقت خلقا نازعني في ملكي إلا هواك.
ومن عرف انه رحمن لم يغضب، لأن منشأ الغضب طلب الولاية والولاية للرحمن:
الملك يومئذ الحق للرحمن
[الفرقان:26].
ومن عرف انه رحيم، صحح نسبته إليه، فلا يظلم نفسه، ولا يلطخها بالأفعال البهيمية.
وأما الفاتحة، فإذا قال { الحمد لله } فقد شكر الله واكتفى بالحاصل فزالت شهوته. ومن عرف انه { رب العالمين } زال حرصه فيما لم يجد، وبخله فيما وجد، ومن عرف انه { مالك يوم الدين } بعد أن عرف انه { الرحمن الرحيم } زال غضبه.
Unknown page