[52.45-49]
{ فذرهم } وذلك وعيد لهم { حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون } يموتون وقرئ يلقوا ويلقوا والصعق عند النفخة الأولى { يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا } يعني تدبيرهم واحتيالهم شيئا من عذاب الله { ولا هم ينصرون } { وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك } أي دون عذاب النار، وقيل: هو عذاب القبر، وقيل: القتل يوم بدر، وقيل: الجوع والقحط سبع سنين { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن العذاب نازل بهم { واصبر } على أذى قومك في تبليغ رسالتك { لحكم ربك فإنك بأعيننا } أي بحفظنا { وسبح بحمد ربك } قيل: نزهه عما لا يليق عليه { حين تقوم } أي من أي مكان قمت، وقيل: من منامك { وإدبار النجوم } وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل، والمراد الأمر بقوله: سبحان الله والحمد لله ولا في هذه الأوقات، وقيل: تسبيح الصلاة إذا قام من نومه { ومن الليل } صلاة العشاءين { وإدبار النجوم } صلاة الفجر.
[53 - سورة النجم]
[53.1-10]
{ والنجم إذا هوى } قيل: إن المشركين قالوا: ضل محمد عن الدين وغوى فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأقسم بأنه ما ضل وما غوى { والنجم إذا هوى } الثريا إذا سقطت وغابت مع الفجر أو انتثرت يوم القيامة، أو النجم إذا رجم، إذا هوى إذا انقض، أو النجم من نجوم القرآن وقد نزل نجوما في عشرين سنة، إذا هوى إذا نزل، يعني أن القرآن نزل ثلاث آيات وأربع آيات وسورة وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرين سنة { ما ضل صاحبكم } يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والخطاب لقريش، وهو جواب القسم، والضلال نقيض الهدى والغي نقيض الرشد، أي هو مهتد راشد وليس كما تزعمون { وما ينطق عن الهوى } لا يتكلم عن جهة نفسه في أمور الشرع { إن هو إلا وحي يوحى } { علمه شديد القوى } قيل: هو جبريل وهو القوي في نفسه، ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها، وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين وكان هبوطه على الأنبياء وصعوده في الوحي من رجعة الطرف، ورأى ابليس يكلم عيسى في بعض عقاب الأرض المقدسة فنفخه نفخة فألقاه في أقصى جبل بالهند { ذو مرة } حدة، وقيل: ذو مرة شديد حفظه لما يحمله الله من الوحي { فاستوى } فاستقام على صورة نفسه الحقيقة دون الصورة التي كان عليها كلما هبط بالوحي، وكان ينزل في صورة دحية، وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحب أن يراه على صورته، وقيل: ما رآه أحد على صورته غير محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء { فكان قاب قوسين } يعني دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى { فتدلى } قيل: إلى محمد بالوحي وكان بينهما قاب قوسين وكان بينهما { قاب قوسين أو أدنى } قيل: بل أدنى، وقيل: أراد مقدار قوسين عربتين، وقيل: أراد الوتر، وقيل: أراد تأكيد القرب { فأوحى } الله { إلى عبده } وقيل: أوحى جبريل إلى عبده { ما أوحى } وقيل: ما أوحى إليه من كلامه وأمره ونهيه، وقيل: أوحى اليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك.
[53.11-25]
{ ما كذب الفؤاد ما رأى } ما كذب فؤاد محمد ما رأى بصره في ذلك الوقت من صورة جبريل { أفتمارونه } من المراء وهو المجادلة، وقيل: إنه لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصبح بمكة فأخذوا يجادلونه ويجحدونه وكان الإسراء بمكة بعد موت أبي طالب من المسجد، وقيل: من بيت أم هاني بعدما صلى العشاء الآخرة وعاد قبل الفجر { ولقد رآه نزلة أخرى } { عند سدرة المنتهى } هو جبريل قيل: هي شجرة النبق، وقيل: هي في السماء السابعة المنتهى لأنه ينتهي إليها أرواح الشهداء { إذ يغشى السدرة ما يغشى } قيل: يغشاها جبريل في خلقته العجيبة سد الأفق، وقيل: غشيها أمر الله فتحولت ياقوتا وزبرجدا حتى لا يستطيع أحد وصفها { ما زاغ البصر وما طغى } أي ما جاوز ما أمر به ولا مال، يعني ما رأى لاحقا وصوابا، وروي عنه أنه قال:
" رأيت على كل ورقة من ورقها ملك يسبح الله "
{ لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قيل: هي السموات والملائكة وما في السماوات من ملكوته، وعن ابن مسعود: رأى زبرقا أخضرا من زبارق الجنة قد سد الأفق، وقيل: هي سدرة المنتهى، وقيل: رأى جبريل في صورته التي تكون في السماء، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" رأيت على كل ورقة ملكا قائما يسبح الله "
Unknown page