Tafsīr al-Jīlānī
تفسير الجيلاني
Genres
Your recent searches will show up here
Genres
وقد اختلف في توزجها، والأصح أنه تزوجها، ثم انقرض هي وسليمان ومن عليها جميعها؛ إذ
كل يوم هو في شأن
[الرحمن: 29] و
كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
[الرحمن: 26-27].
{ و } من وفور وجودنا وإحساننا { لقد أرسلنآ إلى ثمود } حين لاح عليهم أمارات العدوان، وعلامات الفسوق والعصيان { أخاهم صالحا أن اعبدوا الله } أي: بأن اعبدوه حق عبادته، وتذللوا نحوه ولا تتكبروا عليه بالخروج عن مقتضى أوامره وحدوده { فإذا هم فريقان يختصمون } [النمل: 45] أي: بعدما أظهر عليهم الدعوة فاجئوا على الافتراق؛ حيث آمن له البعض، وصدقه وأعرض عنه البعض الآخر فكذبه، فاختصما.
{ قال } صالح للمعرضين المكذبين: { يقوم } شأنكم الحذر والإعراض من عذاب الله ونكاله، وعن موجبات قهره وأسباب عضبه { لم تستعجلون بالسيئة } الموجبة لأنواع العذاب والقهر الإلهي { قبل الحسنة } المستجلبة لعموم الخيرات { لولا } أي: هلا { تستغفرون الله } العفو الغفور؛ لكفركم وذنبكم الذي صدر عنكم { لعلكم ترحمون } [النمل: 46] قبل نزول عذابه عليكم؛ إذ حين نزول العذاب لا ينفع توبتكم واستغفاركم.
وبعدما ظهر عليهم أمارات قهر الله وغضبه إياهم ووقع الجدب بينهم { قالوا } مغاضبين على صالح: { اطيرنا } أي: تطيرنا وتشاءمنا { بك وبمن معك } من المصدقين لك، المتدينين بدينك؛ إذ توارت علينا المصيبات مذ ظهرتم بدينكم هذا، ووقعت الوقائع الهائلة بشؤمكم وحدوث دينكم، وبعدما سمع منهم صالح ما سمع آيس عن إيمانهم وصلاحهم { قال طائركم } أي: سببكم الذي جاء منه شركم وخيركم { عند الله } وفي لوح قضائه وحضرة علمه، كتب عليكم الخير والشر حسب ما صدر عنكم من الأعمال الصالحة والطالحة، ولا معنى لتطيركم وتشاؤمكم بنا { بل أنتم قوم تفتنون } [النمل: 47] وتخبرون بتفاقهم المحن، وتلاطم أمواج الفتن؛ كي تستغفروا وتندموا عما أنتم عليه من الكفر، وتستأصلوا من الكفر والعصيان، وتستأصلوا بنزول عذاب الله، وبعدما سمعوا منه كلامه هذا قصدوا مقته وإهلاكه.
Unknown page