Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
وقيل : فضله القديم عليكم مما تستجلبونه بأعمالكم إن كنتم مؤمنين .
وقال بعضهم : مؤمنين : موقنين أن اختيار الحق للعبد خير من اختياره لنفسه .
قوله تعالى : ^ ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) ^ < <
هود : ( 88 ) قال يا قوم . . . . .
> > [ الآية : 88 ] .
قال أبو عثمان : ليس بواعظ من كان واعظا بلسانه دون عمله ، وليس بحكيم من لم | تكن أفعاله أفعال الحكماء ، وإنما الحكيم من يكون حكيما في نطقه ، حكيما في فعله ، | حكيما في جميع أحواله ، وإلا فإنه يقال : ناطق بالحكمة .
وقيل : إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى صلى الله عليه وسلم يا عيسى عظ نفسك ، فإن اتعظت ، | وإلا فاستحي مني .
قوله تعالى : ^ ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) ^ [ الآية : 88 ] .
قيل فيه : مرادي صلاحكم إن ساعدكم التوفيق ، ولا أستطيع أنا ذلك لكم إلا بمعونة | من الله لي عليه .
قوله تعالى : ^ ( وما توفيقي إلا بالله ) ^ [ الآية : 88 ] .
قال النهرجوري : التوفيق حسن عناية سيق إلى العبد ليس فيه سبب ولا منة إليه | طلب .
قال بعضهم : التوفيق هو الدليل الذي يدل على سبيل الحق ، ويبعد عن نهج | الباطل ، وسلوكه ، وهو أن يوصل إلى العبد ما جرى له فيه من العناية في الأزل .
قوله تعالى : ^ ( عليه توكلت وإليه أنيب ) ^ [ الآية : 88 ] .
قال الجنيد رحمة الله عليه : التوكل أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة | الفاقة ، ولا نزول عن حقيقة الشكور إلى الحق . مع وقوفك عليها .
قال بعضهم : التوكل : ترك رؤية التوكل وإسقاط رؤية الوسائط ، والتعلق بأعلى | الوثائق .
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : التوكل : أن تستوي عندك أفخاذ السباع ، والمتكأ | على الجشايا .
قال ابن عطاء في قوله : ' وإليه أنيب ' : قال إليه أرجع عن جميع ما لي وعلي ، وأن | لا أعتمد سواه . |
Page 324