Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
قال بعضهم : جعل الله شمس التوفيق طلبا لطاعات العباد وقمر التوحيد نور في | أسرارهم فهم يتقلبون في ضياء التوفيق ونور التوحيد إلى المنازل الصديقية .
قوله تعالى : إن الذين لا يرجون لقاءنا > 2 <
يونس : ( 7 ) إن الذين لا . . . . .
> > [ الآية : 7 ] .
قال : لا يخافون الموقف الأعظم
﴿يوم تبلى السرائر﴾
.
وتظهر الخفايا
﴿ورضوا بالحياة الدنيا﴾
ركنوا إلى مذموم عيشهم
﴿واطمأنوا بها﴾
| نسوا مفاجأة الموت
﴿والذين هم عن آياتنا غافلون﴾
تقليب القلوب وعقوبات الجوارح .
قوله تعالى : وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين > 2 <
يونس : ( 10 ) دعواهم فيها سبحانك . . . . .
> > [ الآية : 10 ] .
قال الشبلي : لو ألهموا حمد الحق في أوائل الأنفاس لسقطت عنهم الدعاوي ، | ولكنهم لم يزالوا يركضون في ميادين الجهل إلى أن فتح لهم طريق الحمد واسقط عنهم | الدعاوي ، فرجعوا إلى رؤية المنة فكان آخر دعواهم أن قالوا : الحمد لله رب العالمين .
ففوضوا الكل إليه ورجعوا بالكلية إليه ، فأنطقهم بما أنطقهم به من النطق المحمود .
قوله تعالى : وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما > 2 <
يونس : ( 12 ) وإذا مس الإنسان . . . . .
> > [ الآية : 12 ] .
قال أبو حفص : الدعاء باب الله الأعظم وهو سلاح المؤمن عند النوائب .
وقال : الدعاء الذي فيه الإجابة هو أن لا ترى حيلة بعقل ولا بعلم .
وقال سهل : الدعاء هو التبري مما سوى الله .
وقال أبو حفص : يرجع العبد إلى ربه بالحقيقة عند الفاقات ونزول المصائب والمحن ، | ولو رجع إليه في أيام الرفاهية لأكرم في وقت نزول المصائب بالرضاء ، ولكنه لما لم يكن | له في أوقات الرفاهية رجوع إليه رده في حال المصائب والضروريات إلى الدعاء واللجأ | وهذا أيضا مقام جليل ، فتح باب الدعاء على العبد عند نزول البلاء ، والمحروم من يرجع | فيما يترك به من المصائب والضروريات إلى العبيد ، ويقطع قلبه عن ربه ، فمصيبته في | إعراضه عن ربه أكثر من مصيبته بنزول البلاء عليه .
قال بعضهم : الخلق مجبورون تحت قسيمته ، مقهورون في خلقته ألا ترى إذا ضاقت | القلوب واشتدت عليهم الأمور كيف يرجعون إلى الملك الغفور .
ودعاء أهل الحقائق فيما بلغني عن بعضهم أنه كان يقول : يا من حجبني بالدعاء | | احجبني عن موضع رؤية الدعاء .
Page 296