Tafsir
تفسير السلمي
Investigator
سيد عمران
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421هـ - 2001م
Publisher Location
لبنان/ بيروت
قال ابن عطاء : سأمنع قلوبهم وأسرارهم وأرواحهم عن الجولان في ملكوت القدس | عن الحق ، لأن ذلك في ملكوت القدس قال الجريري في هذه الآية : ^ ( ساصرف عن | | آياتي الذين يتكبرون ) ^ حتى لا يفهموها ولا يجدوا لها لذة ، لأنهم تكبروا بأحوال | النفوس بالخلق والدنيا ، فصرف الله عن قلوبهم آياته لما انصرفوا عنه ، ومن استولت | عليه النفس صار أسيرا في حكم الشهوات ، محصورا في سجن الهوى ، حرم الله على | قلبه فوائد آياته وكتابه وإن أكثر ترداده على لسانه .
قوله تعالى : ^ ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ) ^ < <
الأعراف : ( 148 ) واتخذ قوم موسى . . . . .
> > | [ الآية : 148 ] .
قال سهل : عجل كل إنسان ما أقبل عليه وأعرض به عن الله من أهل وولد ، ولا | نتخلص من ذلك إلا بعد إفناء حظوظه أجمع من أسبابه ، كما لم يتخلص عبدة العجل | من عبادته ، إلا من بعد قتلهم أنفسهم .
قوله تعالى : ^ ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ) ^ < <
الأعراف : ( 150 ) ولما رجع موسى . . . . .
> > [ الآية : 150 ] .
قال : آسفا على ما فاته من مخاطبة الحق إلى مخاطبة من لا أوزان لهم ، فرده من | شوقه إلى شاهده ليلا يقطعه من حال شوقه ^ ( وأخذ برأس أخيه يجره إليه ) ^ .
قال ابن عطاء : غضبان على نفسه حيث ترك قومه حتى ضلوا ، آسفا على مناجاة | ربه .
قال بعضهم : ماقتا نفسه متأسفا على ما فاته من اختصاصه بالمخاطبة .
قال بعضهم : من رأى من قومه من ارتكاب مخالفة الله وقيل : اغضبه الرجوع عن | مفاجأة الحق إلى مخاطبة الخلق .
قوله تعالى : ^ ( وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ) ^ .
قال القرشي : من تحرك غيرة للحق فإن الحق يحفظ عليه حدوده ، لئلا تخرجه | الحركة إلى شيء مذموم ، كموسى لما ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه لما رأى | قومه يعبدون العجل ، فلم يعاتبه الله على ذلك ، ولو باشر أحد من الكسر والأخذ ما | باشر موسى ، كان ملوما على ذلك ولكن حركة موسى كانت بلا حظ لموسى فيها ، بل | قام غيرة لله وابتغاء ماله ، فلم يزدد بذلك من الحق إلا قربا .
قوله تعالى : ^ ( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم ) ^ < <
الأعراف : ( 152 ) إن الذين اتخذوا . . . . .
> > [ الآية : 152 ] .
قال أبو عثمان : من أقبل على الله فلينتظر الراحة ، والزلفة والفرج من القبول ، ومن |
Page 244