Tafkir Cilmi
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Genres
58
وبالتالي لا يمكن أن يعد الدليل التجريبي في حد ذاته تكذيبا حاسما للفرض، وليس هناك تجربة حاسمة بصورة قاطعة.
خلاصة القول فإنه في هذا التوجه يتمسك دوهيم بضرورة أن تكون جميع فروض النظرية ماثلة أمام الذهن (وهو ما كان يفعله العلماء قبله) حين يقوم العالم بإجراء عملية حذف أو إسقاط بعض الفروض. بيد أن حذف فرض ما يعني الانتقال من هذا الفرض إلى الآخر، إلى أن يتم حذفها جميعا. وهذا إن أدى إلى شيء، فإنما يؤدي إلى فشل التجارب تماما؛ ومن ثم لا تنتهي إلى نتيجة ما في حينها، بل الأمر يتطلب تمثل الفروض جميعا أمام الذهن، مما يتيح لهذا العالم الفرصة في الكشف عن تفسير الظاهرة موضع التساؤل.
59
التوجه الثالث:
ويتمثل في التحفظات التي أبدها دوهيم في مسألة صدق وكذب النظريات العلمية؛ حيث يتساءل: كيف نبني النظرية العلمية؟
وهنا يرى دوهيم أن النظرية العلمية تتألف من نسق من القضايا الرياضية المستنبطة من عدد قليل من المبادئ التي تفضي بنا في النهاية إلى مجموعة من القوانين التجريبية؛ ومن ثم فإنه يميز لنا أربع خطوات تتركب بمقتضاها النظرية العلمية:
60
انتخاب الخصائص الفيزيائية التي نجد أنها تمثل مجموعة المبادئ البسيطة، التي تتحكم في اختيار ما يليها من مبادئ. وعن طريق «القياس»
measurement
Unknown page