Tafkir Cilmi
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Genres
موضوعنا إذن هو التفكير العلمي وهو يمثل موضوع الساعة في العالم العربي؛ ولذلك فقد انتقينا بعض القضايا والإشكاليات، والتي تدخل في صميم إطار التفكير العلمي، وتدور الدراسة الأولى حول «الدراسة الأولى: التفكير العلمي عند العرب في ضوء الرؤية الاستشراقية». في حين جاءت الدراسة الثانية بعنوان «التفكير وإشكالية التجارب الحاسمة بين التأييد والتفنيد (دراسة تحليلية-نقدية في فلسفة العلم المعاصرة)». أما الدراسة الثالثة فتدور حول «التفكير العلمي في ضوء إشكالية الفروض المساعدة ومكانتها في ميثودولوجيا برامج الأبحاث عند إمري لاكاتوش». وأما الدراسة الرابعة «التفكير العلمي وإشكالية حروب العلم في ضوء خدعة آلان سوكال». وأخيرا جاءت الدراسة الخامسة بعنوان «التفكير العلمي وميكانيكا الكوانتم في ضوء مبدأ اللايقين عند هيزنبرج».
والله ولي التوفيق.
أ. د. محمود محمد علي محمد
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة
كلية الآداب، جامعة أسيوط
الدراسة الأولى
التفكير العلمي عند العرب في ضوء الرؤية الاستشراقية
تمهيد
تعد قضية الاستشراق ظاهرة علمية وثقافية غربية ذات تاريخ طويل، يرجع لدى بعض الدارسين إلى ألف سنة؛ فهو من حيث الزمان نتاج امتداد زمني قديم، ثم هو من حيث المكان الجغرافي ذو جذور ممتدة في بلاد غربية كثيرة، بحيث يمكن القول بأن كل الدول الغربية - تقريبا - قد أسهمت فيه، وإن تكن بريطانيا وفرنسا ثم أمريكا وألمانيا في العصر الحديث هي صاحبة الجهد الأكبر فيه، سواء على مستوى المحتوى الحضاري والثقافي للشرق الذي اهتم به المستشرقون، أو على مستوى تنوع الجهود العلمية النظرية والعملية التي بذلها هؤلاء لتحقيق غايات متعددة. على أن قسما كبيرا من هذه الجهود قد انصب لأسباب متنوعة على دراسة الشرق العربي الإسلامي في علومه وديانته وآدابه وفلسفاته. وهو ما يجعلنا مطالبين - أكثر من غيرنا - بدراسة الحركة الاستشراقية وتقويمها، والتركيز على بيان إيجابياتها وسلبياتها حتى نسهم في تنوير وتوعية عقول شبابنا من الباحثين والدارسين، ومعاونتهم في فهم محتوى وتوجهات هذه الحركة، ليفيدوا من إيجابياتها ويكونوا على دراية وإحاطة بسلبياتها؛ ومن ثم يكونوا في مأمن من التأثر بهذه السلبيات علما وثقافة ومنهجا وسلوكا.
1
Unknown page