249

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

عزله واغرمه أمواله كلها ومات فقيرا وكانت وفاة فاطمة بالمدينة والله الموفق للصواب.

فصل في عقوبة قاتليه (والانتصار من ظالميه)

قال الزهري: ما بقي منهم أحد إلاو عوقب في الدنيا، إما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة.

وقال جدي أبو الفرج في كتاب (المنتظم) عن ابن عباس قال أوحى الله الى محمد (ص) إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا، وإني قاتل بابن فاطمة سبعين الفا، وسبعين الفا، وفي رواية، وإني قاتل بابن بنتك.

قلت: وقد ذكر جدي هذا الحديث في (الموضوعات) ورواه عن الفرا عن الخطيب باسناده الى ابن عباس، فكيف يذكره في (التاريخ) ولم ينبه فيه والعلة فيه محمد بن شداد فانه في اسناده ابن الخطيب. رواه عن ابن نباح عن محمد بن ابراهيم عن ابن شداد وهو المسمعي عن أبي نعيم عن عبد الله بن حبيب عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ومحمد بن شداد ضعيف باتفاقهم، ثم هذه الجملة لم يقل به الحسين (عليه السلام).

وحكى الواقدي عن ابن الرماح قال: كان بالكوفة شيخ اعمى قد شهد قتل الحسين فسألناه يوما عن ذهاب بصره فقال كنت في القوم وكنا عشرة غير اني لم اضرب بسيف ولم اطعن برمح ولا رميت بسهم فلما قتل الحسين وحمل رأسه رجعت الى منزلي وأنا صحيح وعيناي كأنهما كوكبان فنمت تلك الليلة فاتاني آت في المنام وقال اجب رسول الله، قلت ما لي ولرسول الله فاخذ بيدي وانتهرني ولزم تلبابي وانطلق بي الى مكان فيه جماعة ورسول الله (ص) جالس هو مغتم متحير حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع واذا أصحابي العشرة مذبحين بين يديه فسلمت عليه فقال لا سلم الله عليك ولا حياك يا عدو الله الملعون اما استحييت مني تهتك حرمتي وتقتل عترتي ولم ترع حقي؟ قلت يا رسول الله ما قاتلت قال نعم ولكنك كثرت السواد واذا بطست عن يمينه فيه دم الحسين فقال اقعد فجثوت بين يديه فاخذ مرودا واحماه ثم

Page 252