217

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

وذكر ابن هشام بن محمد وابن اسحاق في قصة مسلم بن عقيل ما هو أتم من هذا، فقالا لما خرج الحسين (ع) من المدينة لقيه عبد الله بن مطيع فقال يا أبا عبد الله الى اين جعلت فداك فقال الى مكة فقال له اياك وأهل الكوفة وذكر غدرهم وفعلهم بعلي (ع) والحسن؛ ثم قال له الزم الحرم فانك سيد العرب ولن يعدلوا بك احدا ويأتيك الناس من كل جانب فو الله لئن هلكت لنسترقن بعدك فأقبل حتى نزل مكة واختلف الناس اليه من الآفاق وابن الزبير قد لزم الكعبة يصلي عندها نهارا ويطوف ليلا وبين كل راحتين وفي كل يوم يأتي حسينا وهو اثقل خلق الله على ابن الزبير لعلمه بميل الناس الى الحسين دونه وكان ابن الزبير يشير اليه بالخروج.

قال ابن اسحاق: فلما بلغ الشيعة بالكوفة ان الحسين بمكة وانه قد امتنع من بيعة يزيد اجتمعوا في منزل سليمان بن صرد فقال لهم يا قوم قد امتنع الحسين من بيعة يزيد وانتم شيعة أبيه فان كنتم تنصرونه وتجاهدوا عدوه فاكتبوا اليه وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل بنفسه، فقالوا لا والله بل ننصره ونبذل نفوسنا دونه فكتبوا اليه بما قدمنا ذكره، وبعثوا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال فقدما الى الحسين لعشرة مضين من رمضان ثم بعثوا بعدهما بيومين قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الارجي وعمارة بن عبد الله السلولي ومعهم نحو من مائة وخمسين صحيفة من أهل الكوفة ثم لبثوا يومين وسرحوا هاني بن هاني السبعي وسعيد بن عبد الله الحنفي وكتبوا معهما الى الحسين كتابا فيه الناس ينتظرون قدومك لا رأي لهم في غيرك فحي هلا العجل العجل.

وكتب اليه شبث بن ربعي وحجار بن أبحر وزيد بن الحرث وعروة بن قيس في آخرين، أما بعد: فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار فاقدم فانك تقدم على جند مجند لك والسلام.

واجتمعت الرسل كلها بمكة عنده، فحينئذ بعث اليهم مسلم بن عقيل وكتب معه كتابا قد بعثت اليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب الي بحالكم فان كتب إلي انه قد اجتمع رأي ملئكم وذي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم قدمت عليكم وإلا لم اقدم والسلام.

ثم دعا مسلم بن عقيل فبعثه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد الله

Page 220