211

Tadhkirat Khawass

تذكرة الخواص‏

Genres

يبايع سرا بل على رءوس الناس وهو أحب اليكم وكان الوليد يحب العافية فقال انصرف في دعة الله حتى تأتينا مع الناس، فقال له مروان والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت عليه أبدا حتى تكثر القتلى بينكما احبس الرجل عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه فوثب الحسين قائما وقال يا ابن الزرقاء هو يقتلني أو أنت كذبت ومنت؛ ثم خرج فقال الوليد يا مروان والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس واني قتلت حسينا.

وأما ابن الزبير فانه قال الآن آتيكم ثم خرج في الليل الى مكة على طريق الفرع هو وأخوه جعفر بن الزبير فارسلوا الطلب خلفهم ففاتهم.

وخرج الحسين في الليلة الآتية بأهله وفتيانه وقد اشتغلوا عنه بابن الزبير فلحق بمكة.

وبعث الوليد الى ابن عمر فقال: اذا بايع الناس بايعت.

وقال أبو سعيد المقري: سمعت الحسين (ع) يتمثل تلك الليلة وهو خارج من المسجد بقول (1) ابن مفرغ:

لا ذعرت السوام في غسق الصبح

مغيرا ولا دعوت يزيدا

يوم أعطى من المهانة ضيما

والمنايا يرصدنني ان احيدا

ويروى: (حين أعطى مخافة الموت ضيما) ويروى: (اذا دعوت يزيدا).

قال: فقلت في نفسي ما تمثل بهذين البيتين إلا لشيء يريده، فخرج بعد ليلتين الى مكة.

وقال السدي: خرج الحسين من المدينة وهو يقرأ فخرج منها خائفا يترقب فلما دخل مكة فقال له عمرو بن سعيد ما اقدامك فقال عائذا بالله وبهذا البيت، واقام الحسين بمكة ولما بلغ يزيد ما صنع الوليد عزله عن المدينة وولاها عمرو بن سعيد الأشدق.

وقال الواقدي: لم يكن ابن عمر بالمدينة حين مات معاوية بل كان بمكة ثم قدم

Page 214