Tadhkira Fi Wacz

Ibn al-Gawzi d. 597 AH
84

Tadhkira Fi Wacz

التذكرة في الوعظ

Investigator

أحمد عبد الوهاب فتيح

Publisher

دار المعرفة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

وَمن يحلل الشَّيْطَان عصمَة دينه هوى فِي سعير لَا يُطَاق لظاها أخي إِن أردْت النجح والفوز بالمنى فَخَالف من النَّفس الكنود هَواهَا وَلَا تتبعها فِي السلوك فَإِنَّهَا تضلل عَن نهج الْهدى بعماها مَا احترس الْإِنْسَان من غوائل الشَّيْطَان بِمثل نهي النَّفس عَن الْهوى وَلَا اسْتَعَانَ على قمع هوى النَّفس بِمثل الزّهْد فِي الدُّنْيَا مَتى أردْت أَن تعرف أَن الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ضرتان فَاعْتبر ذَلِك بجوارحك لأنهاأبواب دنياك فَإِن دخلت عَلَيْك من لسَانك أطلقته فِي الْبَاطِل وَفِيمَا لَيْسَ لَهُ حَاصِل وشغلتك عَن التِّلَاوَة وَالذكر وأوقعتك فِي لَغْو الْكَلَام والزور وَقَول الْفُجُور وَإِن دخلت عَلَيْك من من بَصرك أرسلنه فِي النّظر الى الْمُحرمَات المردية وشغلتك عَن النّظر فِي الْمُصحف وكل مَا فِيهِ عِبْرَة للنَّاظِر وَنور للخاطر وَإِن دخلت عَلَيْك سَمعك أمالته إِلَى سَماع كل لَهو وباطل وشغلتك عَن سَماع مَا نَفعه إِلَى الْقلب وَاصل وَإِن دخلت عَلَيْك من بَطْنك كسلت عَن الطَّاعَات وأبسطت إِلَى الشَّهَوَات وأعمت عَن الْفِكر وَالذكر بَصِيرَة قَلْبك وقادتك إِلَى كل مَا فِيهِ سخط رَبك وَإِن دخلت عَلَيْك من فرجك فَإِن كَانَ حَلَالا أوهن الْقُوَّة وبلد الفطنة وَإِن كَانَ حَرَامًا مَا زَاد على ذَلِك إِلَّا زَوَال النِّعْمَة وحلول النقمَة وَجُمْلَة القَوْل فِي ذمّ الدُّنْيَا أَنَّهَا لَا تدخل على أحد قطّ إِلَّا أدخلته بحرامها فِي عِقَاب ومنعته بحلالها عَن الثَّوَاب سُبْحَانَ الله مَا أَهْون الدنياعليه وَمَا أبغضها إِلَيْهِ أهل الدُّنْيَا بحرامها مغرورون وبخدعها مغبونون وبتحصيلها عَن الْآخِرَة مغمورون شاغلون

1 / 101