Tadhkira Fi Wacz

Ibn al-Gawzi d. 597 AH
16

Tadhkira Fi Wacz

التذكرة في الوعظ

Investigator

أحمد عبد الوهاب فتيح

Publisher

دار المعرفة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

اذا اعجبتك الدُّنْيَا برونق رائقها فاجعلها سَببا للشوق الى رياض الْجنَّة وحدائقها واذا بهرتك الْجنَّة بنعوت ذرابيها ونمارقها فاجعلها حَادِيًا تحدوك الى جناب خَالِقهَا رُؤْيا عَن الْجنَّة وَنَعِيمهَا رَأَيْت يَوْم جُمُعَة فِي الْمَنَام وَنحن فِي انْتِظَار الصَّلَاة قَائِلا يَقُول انما يصلح العَبْد لحضرة الله بعد ان يَجعله فِي الْجنَّة بَين حورها وولدانها وَسَائِر نعيمها ثمَّ ترَاهُ غير ملتفت الى شَيْء من ذَلِك فَحِينَئِذٍ يُرْسل جِبْرِيل فيدعوه الى الحضرة لعمري ان جنَّة عدن عَظِيمَة الْقدر وَلَكِن حَضْرَة الله اعظم مَا فِيهَا وجنة الفردوس لذيذة الوقع وَلَكِن الذ مِنْهَا النّظر الى وَجه بانيها كَمَا لَا يشبه الله تَعَالَى شَيْء من خلقه كَذَلِك لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ بِشَيْء من رزقه قدر هَذَا الْكَلَام فَوق همة الْقَائِل وَالسَّامِع وَمَا منا الا من هُوَ نيل هَذَا الامر طامع فنعوذ بِاللَّه ان يكون طمعنا غرُورًا ونسأله الا تكون حَقِيقَة الزِّيَادَة فِي حَقنا زورا لَوْلَا رَجَاء كريم وَعدل مَا طمعنا ان نزور لَكِن وعدت وَلَيْسَ وَعدك زورا نَسْتَغْفِر الله الْعَظِيم طَرِيق الخشية والتعظيم طَرِيق مَأْمُون العثار سليم فَعَظمُوا الله الْعَظِيم بمبلغ مَا تبلغه عقولكم وافهامكم واطيعوه بِقدر مَا تحتمله قُلُوبكُمْ واجسامكم

1 / 33