Tadhkar Fi Afdal Adhkar

Al-Qurtubi d. 671 AH
151

Tadhkar Fi Afdal Adhkar

التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم

Genres

أسند أبو جعفر النحاس في كتاب معاني القرآن له حدثنا محمد بن يحيى بن عقبة قال: حدثنا أبو حاتم روح بن الفرج مولى الحضارمة قال: ثنا أحمد بن محمد أبو بكر العمري قال: ثنا ابن أبي فديك قال: حدثني محمد بن طلحة بن علقمة بن وقاص عن نافع أبي سهيل بن مالك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والأرض لهم ترتج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات)) وقال ابن عباس: نزلت سورة الأنعام جملة ليلا بمكة ومعها سبعون ألف ملك يحذونها بالتسبيح. وقال سعيد بن جبير: لم ينزل شيء من الوحي إلا نزل مع جبريل عليه السلام ومعه أربعة من الملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وهو قوله تعالى: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} إلا الأنعام فإنها نزلت معها سبعون ألف ملك, ذكره الحليمي. وروي في الخبر أنها نزلت جملة واحدة غير ست آيات وشيعها سبعون ألف ملك مع آية واحدة منها اثني عشر ألف ملك وهي: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} فكتبوها من ليلتهم, ذكره المهدوي وغيره. وروي الدارمي في مسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الأنعام من نواجب القرآن. وفيه عن كعب قال: فاتحة التوراة الأنعام وخاتمتها هود. وذكر الثعلبي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((قال من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام إلى قوله ويعلم ما تكسبون وكل الله به أربعون ألف ملك يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة وينزل ملك من السماء السابعة معه مرزبة من حديد فإذا أراد الشيطان أن يوسوس له يوحي في قلبه شيئا ضربه ضربة فيكون بينه وبينه سبعون حجابا فإذا كان يوم القيامة قال الرب تبارك وتعالى امش في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي وكل من ثمار جنتي واشرب من ماء الكوثر واغتسل من ماء السلسبيل فأنت عبدي وأنا ربك)).

الست آيات: قال المفسرون: سورة الأنعام مكية إلا ست آيات نزلت بالمدينة: {وما قدروا الله حق قدره} {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر ثلاث آيات. قال ابن عطية وغيره:

Page 189