Taʿṭīr al-anām fī taʿbīr al-manām
تعطير الأنام في تعبير المنام
Publisher
دار الفكر
Publisher Location
بيروت
الأسود وجبر عظامها أعان الظلمة على ظلمهم ورؤية المجبر تدل على كل من يجري الخير على يديه من الدين والدنيا كالحاكم والسلطان والفقيه والكبير والإسكاف والخياط وإن رأى أنه وقف بين يدي مجبر في أمر أو كسر أصابه نظر إلى حاله فإن قال رأيت قرحة خرجت في عنقي فوقفت بها على مجبر ففتحها بالحديد حتى سال جميع ما فيها فهي شهادة يؤديها أو نذر يوفيه أو دين يقضيه على يد حاكم أو عالم.
- (ومن رأى) مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر إلى بعضها حتى عاد جسمًا صحيحًا دل على أنه يفصل ثوبًا ويدفعه إلى خياط يخيطه وإن كان ذلك في اليد اليمنى خاصة يعمل عليها المجبر جبارة ويعلقها إلى عنقه فإن رجلًا يجبره بمعروفه فيعيق يده عن الصنائع والأعمال ويمنعها عن قبول الصدقات وإن كان في رجليه جميعًا أو إحداهما فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإني أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها إلى البيطار.
- (محتسب) تدل رؤيته في المنام على صلاح العامة لكثرة مباشرته إياهم وإذا رأى الإنسان المحتسب في حالة حسنة أو عليه رائحة طيبة دل على حسن سيرته وإن رآه في صفة رديئة أو كريه الرائحة أو أن عينه قد عميتا دل على سوء تدبيره فيما هو مباشره وربما ظهر في أرباب الطبخ والودك ما تعافه الأنفس أو إفشاء المنكر أو البخس في الكيل والميزان وربما دل المحتسب على الولد المؤدب والأستاذ والحاكم ومن صار محتسبًا نزلت به آفة يحتسب فيها أجره على الله تعالى ويكون الله تعالى حسبه فيما يتوكل عليه.
- (مشد) هو في المنام تدل رؤيته على تشديد الأمور وصعوبتها إلا أن يكون الرائي في أمر يحتاج فيه إلى معاضد فإنه يدل على بلوغ أمله وقضاء حاجته.
- (مقرئ) تدل رؤيته في المنام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- (مؤدب) هو في المنام دال على نفسه وربما دل على المحتسب والمتولي والشيخ والقدوة والأستاذ أو السجان أو الوالد مؤدبًا حصل له منصب على قدره ونال خيرًا منه ومؤدب الحساب يدل على العقل والحكمة والتفرقة والجمع والضرب والكسر ومضاعفة الخير والشر ومؤدب القرآن يدل على الغناء والملاهي والفضل والشرف.
- (معلم) هو في المنام سلطان ذو صنائع معروف في سلطانه عند من يتعلم منه ما لم يأخذ أجرًا ومعلم الصبيان يدل على الأمير أو الحاكم أو الفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي وربما دل على صياد العصافير وبائعها وهو رئيس قوم جهال.
- (معبر المنامات) رؤيته في المنام تدل لذوي الأحزان على الأفراح على حزنهم ولمن يرجو أمرًا مستورًا يتم له مراده ومن كان يؤمل خبرًا عن غائب جاءه منه رسول وربما دلت رؤيته على العلم بالرموز وفك المشكلات وإظهار المخبئات وعلى قاص الأثر وعلى العالم بالأمور الشرعية وربما دل على الناصح لصاحبه المشفق عليه وربما دل على الذي لا يكتم سرًا والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الناس عنده ويفرح وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لأنه مبشر ومنذر وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب العيار والصيرفي وربما دل على القصار والغسال وجزار الشعور وكل من تسلى هموم الناس على يديه وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان فمن صار معبرًا فإن لاق به القضاء ناله وإن كان طالبًا للعلم والقرآن حفظه وإن كان يريد الكتابة نالها وإن كان قصده علم الطب علمه وإلا صار صيرفيًا أو قصارًا أو غسالًا أو جزارًا أو قارئًا وربما دل المعبر على المتولي أمر الكشف للحاكم لأنه يبحث عن عورات الناس ومن قص منامه في المنام على معبر فما عبر له فهو ما كان موافقًا للحكمة جاريًا على السنة وإن لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج إلى بعض من يدل المعبر عليه في صناعته فيقف إليه في حاجته. وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس.
- (مؤذن) هو في المنام دال على الداعي إلى الخير أو السمسار أو العاقد للأنكحة أو رسول الملك أو حاجبه أو المنادي في الحبس فإن أذن أذانًا تامًا وكان ذلك في أشهر الحج ربما دل على الحج وربما دل الأذان على السرقة وإن
1 / 342