148

Tacliq Cala Muwatta

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Investigator

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Publisher

مكتبة العبيكان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

قَوْلَ الشَّافِعِيِّ إِنَّ البَاءَ عِنْدَهُ للتَّبْعِيضِ فَقَال (١): هَذَا خَطَأٌ، وإِنَّمَا البَاءُ للإلْصَاقِ، وَمَا قَالهُ الشَّافِعِيُّ غَيرُ مَعْرُوْفٍ في كَلامِ العَرَبِ، ومَعْنَى قَوْلهِ [تَعَالى] (٢): ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ أَلْصِقُوا المَسْحَ بِرُؤُوْسِكُمْ، وَيَجُوْزُ أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً للتَّأْكيدِ كالَّتِي في قَوْلهِ تَعَالى (٣): ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)﴾، وقَال الرَّاجِزُ (٤):

= مِنْهُمُ الأصْمَعِيُّ، وَابْنُ قُتَيبَةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ، وَبِهِ قَال جَمَاعَةٌ من الكُوْفِّيِينَ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابنِ مَالِكٍ وَأَبِي حَيَّانَ، وَكَثيرٍ مِنَ المُتَأَخِّرِينَ. يُراجع: البحر المحيط (٣/ ٤٣٦)، والجنى الداني (٤٢)، وغيرهما. والحَدِيثُ هُنَا يَطُوْلُ، وَهُوَ مُفَصَّل فِي المُطَوَّلَاتِ النَّحْويَّةِ. وَخُلاصَةُ القَوْلِ: أنَّه يُوَافِقُ الإمَامَ الشَّافعيَّ جماعةٌ من الفُقَهَاء في جَوَازِ مَسْحِ الرَّأْسِ، وهو مَنْقُولٌ عن الإمَامِ أَحْمَدَ، وهو جَائِزٌ لُغَةً وَافَقَهُ على ذلِكَ جَمَاعَةٌ من أَهْلِ اللُّغَةِ والنَّحْو كَمَا سَبَقِ. فَجَزَاهُ اللهُ خَيرًا منْ إمامٍ مَا أوْسَعْ عِلْمَهُ؟ ! . (١) في (س): "فيقالُ". (٢) سورة المائدة، الآية: ٦. (٣) سورة العلق. (٤) قبله: نَحنُ بَنِي جَعْدَةَ أرْبَابَ الفَلَجْ نَحْنُ مَنَعْنَا سَيلَهُ إِذَا اعْتَلَجْ وهو على هَذِهِ الرِّوايةِ للنَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ، وهو في مُلْحَقَاتِ ديوانه (٢١٦). ويُروى: * نُحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَرْبَابَ الفَلَجْ * فَلَا يَكُوْنُ على هَذ الرِّوايةِ لَهُ؛ لأنَّه لَيسَ مِنْ ضَبَّةَ ولا تَرْبُطُهُ بِهِمْ صِلَةٌ. ويُراجع: تَأْويل مُشْكِل القُرآن (٢٤٩)، والمُخصص (١٤/ ٧٠)، والمدخل للسَّمَرْقَنْدِيِّ (٣٤٣)، وشرح التُّبْرِيزِيِّ (١/ ١٩٧)، والفَلَجُ المذكورة في البيت: "مَدِينَةٌ بأرضِ اليَمَامَة لِبنَي جَعْدَةَ، وقُشَير، وكَعْبُ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ" كَذَا قال الحَمَويُّ في مُعْجَمِ البُلدان (٤/ ٣٠٧)، وأَنْشَدَ بيتَ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ المذكور هُنَا. ونَقَلَ يَاقُوت أَنَّها بَلَدُ مُضَرَ، وضَبَّةُ وجَعْدَةُ من مُضَرَ.

1 / 52