155

Tabsira

التبصرة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

مَا أَسَأْتَ وَمَا أَحْسَنْتَ، ثُمَّ تَقُومُ لِلْجَزَاءِ عَلَى مَا أَسْرَرْتَ وَمَا أَعْلَنْتَ، فَتَزَيَّنْ بِالتَّقْوَى فَطُوبَى لَكَ إِنْ تَزَيَّنْتَ، وَاعْمَلِ الْيَوْمَ مَا يَنْفَعُكَ غَدًا وَإِلا فَمَنْ أَنْتَ.
(كَمْ طَوَى الْمَوْتُ مِنْ نَعِيمٍ وَعِزٍّ ... وَدِيَارٍ مِنْ أَهْلِهَا أَخْلاهَا)
(وَجُنُودٍ أَحَالَهَا وَجُدُودٍ ... وَوُجُوهٍ أَحَالَ مِنْهَا حَلاهَا)
(أَيْنَ مَنْ كَانَ نَاعِمًا فِي قُصُورٍ ... بَعُلا الْمُكْرَمَاتِ شَيَّدَتْ عُلاهَا)
(قَدْ جَفَاهَا مَنْ كَانَ يَرْتَاحُ حِينًا ... نَحْوَهَا بَعْدَ إِلْفِهِ وَقِلاهَا)
يَا مَنْ فِي حُلَلِ جَهْلِهِ يَرْفُلُ وَيَمِيسُ يَا مُؤْثِرًا الرَّذَائِلَ عَلَى أَنْفَسِ نَفِيسٍ، يَا طويل لأمل مَاذَا صَنَعَ الْجَلِيسُ، يَا كَثِيرَ الْخَطَايَا أَشْمِتْ إِبْلِيسَ، مَنْ لَكَ إِذَا فَاجَأَكَ مُذِلُّ الرَّئِيسِ، وَاحْتَوَشَتْكَ أَعْوَانُ مَلَكِ الْمَوْتِ وَحَمِيَ الْوَطِيسُ، وَنُقِلْتَ إلى لحد مالك فيه إلا العمل أَنِيسٌ، أَيْنَ أَمْسُكَ يَا مَنْ أَمْسَكَ عُرَى أَمَلِهِ، أَمَا ذَهَبَ عَنْ كُلِّ عَبْدٍ بِبَعْضِ أَجَلِهِ، أَيْنَ لَذَّاتُ شَهَوَاتِكَ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمْرِكَ، أَمَا تَصَرَّمَتْ وَالْوِزْرُ عَلَى ظَهْرِكَ، أَمَا الدُّنْيَا تَخْدَعُ مُرِيدَهَا، أَمَا الْعِبَرُ تَجَاذَبُ مُسْتَفِيدَهَا، أما زيادات الأيام تنقص الأجل، أما كمال الأَمْنُ قَرِينَ الْوَجَلِ.
([وَمَنْ لِكِسْرَى لَوْ فَدَى نفسه ... بكل ما أحرره من بدر)
(أنصبت العمار ساجاتهم ... ثُمَّ تَخَلَّى عَامِرٌ مِنْ عُمُرْ)
(فَاسْمُ بِذِكْرِ اللَّهِ لا غَيْرِهِ ... فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ خَيْرُ السمر)
(وشمر الذيل إِلَى عَفْوِهِ ... فَكُلُّ مَسْعُودٍ إِلَيْهِ انْشَمَرْ)
كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: الثَّوَاءُ هَاهُنَا قَلِيلٌ، وَأَنْتُمْ آخِرُ أُمَّتِكُمْ، وَأُمَّتُكُمْ آخِرُ الأُمَمِ، وَقَدْ أَسْرَعَ بِخِيَارِكُمْ، فَمَاذَا تَنْظُرُونَ إِلا الْمُعَايَنَةَ، فَكَأَنَّهَا وَاللَّهِ قَدْ كَانَتْ، مَا بَعْدَ نَبِيِّكُمْ نَبِيٌّ وَلا بَعْدَ كتباكم كِتَابٌ، وَلا بَعْدَ أُمَّتِكُمْ أُمَّةٌ، تَسُوقُونَ النَّاسَ وَالسَّاعَةُ تَسُوقُكُمْ، وَمَا يَنْتَظِرُ أَوَّلُكُمْ إِلا أَنْ يلحق آخركم، فيا لها مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً.
(رَضِيَ الفتى بعنائه وشائقه ... لَوْ أَنَّ ظِلَّ بَقَائِهِ مَمْدُودُ)

1 / 175