118

قلت: وله تلامذة أجلاء، كالمؤيد بالله، وصنوه الحسين، وصنوهما أحمد، والسيد أحمد بن لقمان، والسيد إبراهيم بن يحيى بن الهدى الجحافي، والقاضي أحمد بن سعد الدين، والقاضي يحيى بن علي العمري، وولده يحيى بن أحمد، والسيد عز الدين دريب، وغيرهم، وكان هذا السيد عالما، عابدا، زاهدا، خاتمة المحققين في العلوم، فصيحا، بليغا، مطلعا، ذكيا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، جليل المقدار في صدور العامة والخاصة، وكان من أعيان أصحاب الإمام القاسم بن محمد وتولى له، ثم صحب ولده المؤيد بالله في أوائل الدعوة، ثم انتقل إلى معمرة بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الميم الآخرة ثم مهملة مفتوحة من بلاد هنوم بكسر الهاء وسكون النون وفتح الواو، وكان مقصودا إلى هناك بالنذور والتبرك والأدعية وحل المشكلات، وكان من التقشف والورع بمحل عظيم، وصنف في أصول الدين (شرح الأساس الكبير) ، و(شرحه الصغير) .

قلت: وصار عليه المعتمد في اليمن، و(شرح الأزهار) أربعة مجلدات، وتمم البسامة أيضا. قلت: وشرحها بشرح بسيط سماه (اللآلئ المضيئة) في ثلاثة مجلدات كبار الجزء الآخر محتو على ما ألحقه السيد داود بن الهادي في البسامة إلى ذكر الإمام شرف الدين، وألحق السيد أحمد المذكور ذكر الإمام القاسم بن محمد وولده المؤيد بالله وشرح سيرتهما، وله أشعار كثيرة.

وقال غيره: جمع بين الجهاد والاجتهاد، والهجرة والفرار بدينه أيام الفترة عن دار الفساد، وكان يلحق في علمه وعمله وورعه وكرمه وفضله من سبق من قدماء الآل، وشهرته في المعالي تغني عن شرح حاله، قرأ فنون العلم وقت الفترات متنقلا من هجرة إلى هجرة، ولم يزل مواضبا على الفتيا والتدريس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى توفي ليلة الأربعاء ثالث وعشرين من ذي القعدة عام خمس وخمسين وألف سنة، وقبره مشهور مزور في جبل هنوم بمعمرة رحمه الله عليه.

Page 162